لقي 16 شخصا على الأقل مصرعهم في معارك عنيفة جرت أمس بين قبائل عربية ومقاتلين من قبيلة التبو في مدينة سبها بجنوب ليبيا بحسب حصيلة أعدتها مصادر محلية وطبية. وقال مدير مستشفى المدينة عبدالرحمن العريش "هاجمت قبيلة التبو السكان بعد منتصف الليل وكانوا على وشك الاستيلاء على المدينة، ما دفع السكان لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم" مشيرا إلى سقوط 8 قتلى في صفوف كل من الجانبين. وأكدت مصادر مسؤولة أن المقاتلين الأفارقة الذين تم دحرهم في الأيام الماضية وتراجعوا عدة كيلومترات جنوب سبها شنوا صباح أمس هجوما مضادا محاولين العودة.
من جهته قال المسؤول المحلي عن قبيلة التبو آدم التباوي "التزمنا بهدنة ونريد المصالحة لكن مقاتلي القبائل الأخرى لا يتوقفون عن مهاجمتنا منذ عدة أيام. ونحن محرومون من المياه والكهرباء".
وكان زعيم القبيلة عيسى عبدالمجيد منصور قد دعا أول أمس الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي إلى التدخل لوقف ما سماه "تطهيرا عرقيا يتعرضون له". واتهم قبائل سبها العربية بقصف محطة توليد كهربائية تزود عدة مناطق من الجنوب مثل القطرون ومرزوق التي تعتبر من معاقل أبناء قبيلته، مشيرا إلى انقطاع الاتصالات ومقتل العديد من المدنيين.
من جانبه أعلن عضو لجنة المصالحة رضا عيسى أن قبائل سبها انتهكت الهدنة بقصف حي تايوري الذي يسكنه الأفارقة بالمدفعية الثقيلة. وأضاف أن مقاتلي القبائل رفضوا الانسحاب من منطقة غدوة التي تفصل بين مقاتلي الجانبين وإفساح المجال أمام قوات محايدة قدمت من الشمال للوساطة بين طرفي النزاع.
وكانت السلطات الحكومية قد أعلنت الأربعاء الماضي أن حصيلة القتلى خلال الأسبوع المنصرم بلغت 70 قتيلا و150 جريحا.