على الرغم من عدم اكتمال مشروع تطوير وادي حنيفة، إلا أن سكان العاصمة لم يفوتوا فرصة التنزه في محيطه، حيث سبقت تطلعاتهم الخطوات التطويرية القائمة على الأرض. وأجمع المتنزهون في وادي حنيفة الذي يخترق العاصمة من شمالها إلى جنوبها أن المنتزه ينقصه بعض الخدمات مثل "المسجد، ونوافذ لبيع المياه ، وألعاب الأطفال "، مؤكدين في الوقت ذاته على أن المنتزه يمتاز بالمساحات الواسعة واهتمام من قبل الجهات المختصة على نظافته.

وفي جولة لـ"الوطن" داخل منتزه وادي حنيفة بمدينة الرياض لرصد مدى إقبال سكان العاصمة على التنزه في الوادي، وما هي متطلباتهم، وما هي الجنسيات الأكثر زيارته ، تبين أن الاقبال متوسط ومن جميع الجنسيات ومطالبهم تكمن في بعض الخدمات.

وقامت "الوطن" بسؤال بعض المتنزهون عن مدى رضاهم على المنتزه، حيث أكد خالد الدوس "أحد المتنزهين" أن منتزه وادي حنيفة لا ينقصه سوى ألعاب الأطفال التي تعتبر وسيلة مهمة لدى الأطفال أثناء تجولهم بالمنتزه، مطالباً الجهات المسؤولة عن المنتزه بتوفير ألعاب الأطفال. وقال الدوس "إن المنتزه لا يوجد فيه أي مضايقات تذكر من الشباب، ونادرا ما تشاهد بعض من الشباب الذين يقومون بالاستعراض على دبابتهم الشخصية".

أما علي السعيد أعتبر عدم وجود تموينات وأكشاك بيع الوجبات السريعة كالذره والبليلة من نواقص المنتزه، قائلا "إن وجدت هذه النواقص تغنينا من جلب معدات الشواء في ظل غياب هذه الخدمات".

في حين وافق سويل السويل رأي الدوس والسعيد في المنتزه، مضيفاً أن المنتزه يعتبر متنفساً رائعاً لسكان العاصمة، ولا ينقصه إلا بعض الخدمات الإضافية كألعاب للأطفال ومحلات بيع المياه.

أما محمد فرحات ومطيع اللاذقاني أشارا إلى أن المنتزه يعتبر من الأماكن التي تستحق زيارتها في العاصمة ولامتيازه بالمساحات الواسعة، إلا أنهما قالا "نحتاج في المنتزه مصلى وبارات للمياه"، مشيران إلى أن المتنزهون يمكثوا أوقات طويلة في المنتزه ولا يجدوا محال لبيع المياه.

أما عبد الكريم المطيري قال "إن المنتزه يقع في مكان جميل وهادئ إلا أنه ينقصه المسجد الذي نفتقده فيه، ومن ثم تأتي محلات المياه وألعاب الأطفال بالدرجة الثانية". وطالب المطيري بأن تسمح الجهات المختصة لأصحاب تأجير الدبابات للتواجد في المنتزه.

في حين تؤكد الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض عبر موقعها الإلكتروني أن المنتزه يعتبر فرصة سياحية لراغبي التنزه وقضاء أوقات ممتعة وسط فضاء واسع ونظيف خاصة بعض أن تم إزالة جميع المظاهر السلبية القائمة في الوادي، وإعادته إلى وضعه الطبيعي وجعل بيئته خالية من الملوثات والمعوقات، إضافة إلى إعادة تنسيق المرافق والخدمات القائمة في الوادي بما يتناسب مع بيئته ، وتوظيف الوادي كإحدى المناطق الطبيعية المفتوحة المتاحة لسكان المدينة والملائمة للتنزه من خلال المتنزهات وممرات المشاة والطرق الملائمة والخدمات المساندة.

وتبين الهيئة أنه تنوعت المشاهد الجمالية وتعددت أشكالها واختيرت مناطق مميزة من الوادي بتكويناتها الطبيعية واختلاف عناصرها البيئية، لتكون أدوات جذب سياحي وترفيهي على الوادي.

وذكرت الهيئة أنه صمّمت قناة المياه دائمة الجريان على شكل خندق مفتوح في بطن الوادي متسع نسبياً بعمق (1.5م)، وتتبع الميل الطبيعي للوادي من الشمال باتجاه الجنوب، وتتغذى القناة من روافد وقنوات فرعية في بعض الشعاب التي توجد فيها مياه دائمة، وتمتد هذه القناة من منطقة عرقة شمالاً إلى بحيرات الحائر جنوباً.

وتشكل القناة إضافة جمالية وعنصراً ترويحياً في بطن الوادي وتسهم في زيادة الغطاء النباتي بمرور الوقت في بطن الوادي وانتعاش الحياة الفطرية فيه، وتحتوي القناة على تكوينات صخرية داخل مجرى المياه تعمل كهدارات طبيعية، عددها 38 هدارة، لتقوم بزيادة سرعة وخفقان المياه، واختيرت مواقعها على أطوال متناسبة لضمان تنقية المياه الدائمة في الوادي. وأشارت الهيئة إلى أن ممرات المشاة تمتد بطول 47 كيلو متراً، في أبرز المناطق الجمالية المتوفرة على طول الوادي، إضافة إلى ممرات مرصوفة بطول 7,4 كيلو متراً، مشيرة إلى أنه جرى اختيار مواقعها في محيط التكوينات الصخرية البديعة والمناطق المشجرة، وبالقرب من مجاري المياه، مع مراعاة سهولة الوصول إلى هذه الممرات عبر مواقف السيارات المنتشرة حول الضفتين. وتتكون ممرات المشاة من مسارات ترابية مرصوفة بشكل يسمح بالحركة الراجلة لممارسة رياضات المشي والجري، وعربات الأطفال والمعاقين، وهي محمية بأكتاف من التكوينات الصخرية تعمل كمحددات للممرات، ومزودة بأماكن للجلوس ومواقع مهيأة كاستراحات للتنزه.

وبينت أنه أقيمت هذه الممرات في أبرز المناطق الجمالية المتوفرة حالياً في الوادي عند التكوينات الصخرية البديعة والمناطق المشجرة وقريباً من مجاري المياه، مضيفة أنه يسهل الوصول إلى الممرات عبر مواقف السيارات، كما أن ممر الخدمات يمكن أن يستغل كممر للمشاة، مضيفة أن الوادي يشتمل على طرق للسيارات بطول 43 كيلو متراً، وبعرض يتراوح بين ستة وتسعة أمتار، وضع في مسار جانبي من بطن الوادي, بحيث يكون محاذياً لممرّ الخدمات، ولا يسير في المنتصف كإجراء احترازي لحماية الطريق من السيول، كما جرى إنشاء 22 جسراً ومعبراً عند تقاطع الطريق مع القناة، وتزويد الطريق بمختلف العلامات المرورية التحذيرية والإرشادية والتوجيهية، والتي بلغ عددها أكثر من 730 لوحة تساهم في توجيه وتعريف مرتادي الوادي بما يحتويه من معالم بيئية وطبيعية وخدمات وما يتضمنه الوادي من مواقع بيئية وتراثية وقد راعى تصميم الطريق الجوانب الترويحية في الوادي، حيث يقدم الخدمة لكل الاستعمالات القائمة في الوادي، ويغطي كل المناطق الجمالية المفتوحة المناسبة للتنزّه في الوادي. وأشارت الهيئة إلى أن المشروع اشتمل على أعمال تحسين شبكات الطرق وتطويرها إضافة لأعمال الإنارة في محاذات طريق السيارات وممرات المشاة، عبر تركيب 2500 عمود إنارة، إضافة إلى 600 وحدة إنارة للجسور ومناطق متفرقة من الوادي، إلى جانب تنفيذ مصليات في الأماكن التي لا تتوفر فيها مساجد، وتنفيذ 30 مبنى لدورات المياه للرجال والنساء موزعة على طول الوادي، فضلاً عن إنشاء مواقف جانبية للسيارات تتسع لأكثر من 2000 سيارة، وتجهيز مواقع للأكشاك وحاويات المخلفات.