أجريت حوارا مع الأستاذ المبدع على الصعيدين الوظيفي والشخصي الأستاذ ناصر عبدالرزاق النفيسي مدير عام التدريب والتطوير في أرامكو السعودية عن أرامكو في مجال الخدمة المجتمعية تحديدا وتميزها فيها، فهي وثيقة الصلة بالمجتمع إلى درجة كبيرة تجعلها تتلمس هموم المجتمع ونواقصه وتسعى إلى تميزه وكماله، لذلك فهي بالنسبة لكل شرائح المجتمع ليست مجرد شركة عملاقة تمسك بأهم المفاصل الحيوية في بلادنا، ويعمل فيها الأب أو الابن والأخ.. بل هي أيضا شريكة اجتماعية جعلت الجميع يعرفون من هي أرامكو، بل ويعرفون مستوى الأداء المتوقع منها في أي عمل تقوم به، لذلك جاء سؤال الأستاذ ناصر، الواقعي التحليلي الموجه لي، منبعثا من عمق الثقة بالنفس والإيمان بأهمية ما ينجز: "وما الذي يميز أرامكو عن غيرها"؟ هذا السؤال الذي وجهته للآخرين كثيرا، جاء اليوم الذي يوجه إلي، ويجب أن تكون الإجابة صحيحة ودقيقة لأنك أمام واحد من أهم أبناء أرامكو البارين والمهمين. ففي مجال التعليم لا تزال نماذج مدارس أرامكو ماثلة أمام عيني بكل خصائصها التي تحتاجها البيئات التعليمية السوية والتي تفتقر لها كثير من المدارس. كالاهتمام بها عمرانيا ومراعاة أدق أصول السلامة، وتبني خطط الطوارئ الواضحة، والاهتمام بالمعامل والمكتبات ونظافة البيئة التعليمية.. أما في مجال الصحة فخير شاهد على جودة الخدمات الطبية المقدمة للموظفين هم الموظفون أنفسهم من حيث الاهتمام بتوفير الأجهزة والمعدات الطبية، واستقطاب أفضل الكوادر الطبية المؤهلة، وتذهب أرامكو إلى أبعد من هذا في الاهتمام بالمتقاعدين والمتقاعدات والمسنين والمسنات، كانت أرامكو تكرم المسنات وترعاهم تحت شعار إنساني جميل راق لي كثيرا، يبين الهدف من الاهتمام بالمسنين والذي لا يشمل الوقاية والعلاج فقط بل يشمل الاهتمام بكل جوانب الحياة، فكان الشعار: "إضافة حياة للسنوات، وليس سنوات للحياة". وتستمر أرامكو في الشراكة المجتمعية بالاهتمام بالأطفال وبرامجهم الترفيهية الهادفة، وإقامة البرامج لأسر الموظفين بشكل دوري. وتواصل أرامكو الاقتراب من المجتمع إنسانيا، فتتبنى نشر الوعي بطريقة مختلفة وشيقة، مستثمرة التجمعات الموسمية كالأعياد وإقبال الناس على الفعاليات التي تقيمها أرامكو، كما يحدث هذه الأيام في فعاليات عيد أرامكو في المنطقة الشرقية، من خلال برنامجها الثقافي، الذي يقدم الثقافات اللازمة والمهمة لرقي المجتمع وتحضّره بأسلوب ممتع وعرض شيق بعيدا عن مباشرة الطرح وإملاله، كثقافة الحوار واحترام الآخر المختلف، تعزيز دور المرأة، والحرص على المرافق العامة، التعامل مع أصحاب الحالات الخاصة، العمل التطوعي، المواطنة، ربط الناس بقيمهم وموروثاتهم من خلال استعراض أنواع من الفنون التراثية الفلكلورية. كل هذا وما زال السؤال قائما، ما جعلني أعيد السؤال مرة أخرى إلى الأستاذ ناصر الذي أجاب مختصرا مئات الإجابات: تتميز أرامكو بأنها تعتمد على التخطيط بشكل جاد لكل عمل تقوم به، فلا مجال للعشوائية أبدا، معتمدة على نقد الذات والاستفادة من الأخطاء، سيرا بالعمل نحو الكمال، تتميز أرامكو بالاستثمار في الإنسان للارتقاء به في كل المجالات لأنه القيمة الأهم والأسمى.. وانتهى الحديث وأنا أعتقد أن سؤالا بهذه المساحة والعمق، يحتاج إلى استبيان يتناول وجهة نظر كل فئات المجتمع، كل حسب تخصصه.. لنستعرض معا سر النجاح.