تعريف العباءة الحالية مقصود به العباءة التي ترتديها المرأة السعودية في الوقت الحاضر، وتعبر العباءة عن زي حديث سواء في منطقة نجد أو الحجاز أو الجنوب وفي البادية أيضاً، ولم يتحدد شكل العباءة الحالية إلا في السنوات الأخيرة، حيث كانت المرأة منذ حوالي 70 عاما وبسبب الظروف الاقتصادية أو ثقافة العصر نفسه تلبس العباءة الرجالية (البشت أو المشلح) في ظروف خاصة عند خروجها، وبعضهن لا زالت تطلق على العباءة اسم (البشت).

في نجد خاصة العباءة وانتشارها ورد أولا عن طريق قوافل الحجاج، والتي من ضمنها نساء قادمات لأداء فريضة الحج من العراق، وهن يرتدين هذه العباءة وهي كانت من وبر ثقيل أسود، تغيرت نوعية قماشها بتطور النسيج، وأيضا من منطقة الجزيرة في الشام التي على حدود العراق والمستشرقات الغربيات اللواتي زرن الجزيرة العربية ظهرن بصور كثيرة وهن يلبسن نفس العباءة الرجالية، والتي تضعها المرأة على رأسها وبها خيوط عريضة من القصب الأصفر، وشكل العباءة الحالي تغير بما أدخل عليه من أشكال وألوان، وكانت في الأصل توضع من أعلى الرأس إلى القدمين تغطي كامل الجسد.

أصبحت للعباءة دور أزياء خاصة وعروض مختلفة، ربما توجد دراسة عن تأريخ الأزياء بالمملكة، وهو ضروري، حتى لا تنقرض ثقافة مرحلة مرت قبل دخول العباءة السوداء، ففي الجنوب كان اللباس مختلفا وله تفاصيل مختلفة، وأيضا في القصيم حيث عمل المرأة في الزراعة وظروف العمل لخروجها إلى الحقل، فلها رداء خاص وهكذا.. حتى الأزياء الرجالية أيضا تطورت واختلفت باختلاف المراحل.

تبقى الفكرة في الطرح هي عدم تغييب التاريخ، فنحن نجهل أمورا كثيرة تتعلق بتاريخنا وثقافتنا، ونحتاج إلى دراسات متعددة عن تطور مجتمعنا باختلاف مراحله، والأزياء جزء من ثقافتنا، وذلك سيساعد الأجيال القادمة على التمسك بتاريخها وثقافتها والافتخار به، فالآن الواضح هو الاكتفاء بأن تكون العباءة غطاءً خارجيا لأزياء أوروبية، حيث كانت الأزياء في الجزيرة بها طابع القماش الهندي و"الدمسك" من دمشق وأنواع اللباس من (ثوب) إلى (كرته) إلى غيره، ولعل هناك من تخصص في هذا اللون من الأزياء وأعاد إحياءه بما يناسب العصر والمناخ.. وبالمناسبة من المؤسف جدا هو ما يشاهد في بعض المجتمعات النسائية من تساهل غير لائق باستخدام الملابس المبالغ في عريها بحجة أنها أسفل هذه العباءة المجني عليها من كل الأطراف، والستر للمرأة يكون بالكيفية المؤدية إليه وليس بالعباءة فقط.