يعيش المواطن سراج عبدالمجيد الشريف فرحة كبيرة برجوع ابنه ماجد (14 عاما) المُتغيب منذ أربعة أشهر عن منزله في مكة المكرمة. وروى الشريف في تصريح إلى "الوطن" تفاصيل تغيب ابنه طيلة الأشهر الأربعة الماضية مشيرا إلى أن إقرار والدة الفتى بعدم معرفتها عن مكان تواجده جعل الدنيا تسود في وجهه لكنه كان يشعر بإحساس الأب أن ابنه سيعود حتما رغم المخاوف والهواجس التي كانت تنتابه بين الفينه والأخرى.
وأضاف الشريف والدموع تنهمر من مُقلتيه أنه وأثناء تغيب ابنه مر بظروف عصيبة لا سيما وأنه يُعاني من عوارض صحية تتمثل في إصابته بالسكري وارتفاع ضغط الدم ما جعله نهبا لصدمات داء السكري التي أدخل على إثرها إلى طوارئ المستشفيات عدة مرات، ولم يخف والد الفتى تحسره على ضياع العام الدراسي الحالي على ابنه لكن عزاءه رجوع ابنه سالما معافى دون أن يصيبه أي مكروه ولله الحمد.
وقال إن ابنه اختفى عن الأنظار منذ 24 محرم الماضي ولم يتبين له أي أثر وباءت بالفشل كافة المحاولات والمساعي للوصول إلى مكان تواجده، ولم يتغير الأمر إلا في مساء 10 جمادى الأولى الجاري، إذ عمت الفرحة الجميع بعودته وتلاشت معها أحزان وآلام ذوي القربى حال مشاهدتهم له، لافتا إلى جهود مماثلة بذلتها شرطة الكعكية بقيادة النقيب ياسر المطرفي وهيئة التحقيق والادعاء العام ممثلة بالمحقق ياسر المباركي في سبيل العثور على ابنه والتوصل إليه ومعرفة مكانه عقب تلقي الشرطة بلاغ فقدانه.
وأفضى الفتى المتغيب عن منزل والده في تصريح إلى "الوطن" بسر تغيبه طيلة الفترة الماضية، قائلا إن رغبته في المكوث بالقرب من والدته المنفصلة عن أبيه في منزلها بجدة هي السبب وراء اختفائه، ولهذا خطط أن تبدأ رحلة هروبه من مكة المكرمة إلى جدة عبر إحدى مركبات الأجرة العامة وحالما وطأت قدماه موقف السيارات بكيلو عشرة قام بمهاتفة والدته وأبلغها عن وصوله وبدورها حضرت إليه برفقة أحد أقربائها ومن ثم أخذته لمنزلها نزولا عند رغبته طالبا منها عدم الإفصاح عن تواجده معها وهو ما حملها بنفي إيوائها له أو معرفتها بمكان تواجده وتدوين ذلك في محضر الشرطة.
وأشار الفتى ماجد إلى أنه عندما نما إلى علمه تدهور حالة والده الصحية آثر الرجوع إليه رأفة بحاله، وقال لـ"الوطن" أنا أحب والديَّ لكنني في حيرة من أمري كيف أتنعم بحنانهما معا وقد باعد بينهما أبغض الحلال منذ تفتحت عيناي على الدنيا. وفي مشهد مؤثر انحدرت فيه دموع الوالد عز على الابن رؤية تلك الدموع الغالية فسارع إلى طبع قُبلة حانية على رأس وجبين والده واحتضنه بيديه البريئتين مُتعهدا له بعدم مفارقته وتكرار ما أقدم عليه، واصفا اختفاءه بالزلة التي لن تتكرر أبدا.