"من الحكمة أن نقف في صف المسؤول المستقيل ونشجعه، حتى لو كان هارباً من الإعفاء".

حين أعلن مدير مستشفى حائل العام الدكتور عبدالعزيز النخيلان الشمري استقالته قلت في نفسي: شكراً لك على هذه السنة الحسنة وكتب لك الله الأجر عليها.

قلت ذلك لأن النخيلان أحس بالتقصير وتحمل بشجاعة المسؤولية ورحل، وهي ردة فعل سليمة لحدثٍ مؤلم جداً تحمل وزره ورفض تحمل أوزاراً أخرى.

كان القرار شجاعاً وكان الشمري "قدها" وأهلا لأن يقتدى به.. وبغض النظر عن المقصر الحقيقي (...)، كنت أتمنى أن يجد قراره الدعم؛ ليس فرحاً بفراقه بل لأنه عملٌ جميل وردة فعلٍ طبيعية لخطأ ولتقصير من عدة أطراف هو يتحمل جزءا منها.

وتوقعت أن تشجع "صحة حائل" تصرفه وتؤيد رحيله ليكون قدوة لكل مسؤولٍ عن عمل يشعر فيه بالتقصير.. لكنها ذهبت إلى التلميح بأنه استبق الإعفاء بسبب التقصير.

كانت صحة حائل ببيانها -وليست وحدها التي تتصرف بهذه الطريقة- تهمل الأهم وتهتم بأمور لا فائدة منها سوى التشويش.

بكل صدق ويقين أقول إن الشؤون الصحية بمنطقة حائل بذلك لا تشجع على الاستقالة في حال الفشل والتقصير فالكل سيتخوف من بياناتها.

ولو انشغلت صحة حائل بتفنيد الاتهامات التي ذكرها الشمري ضمن خطاب استقالته لكان خيراً لها..

أتمنى أن يكون لدى بعض مسؤولينا شيء من (الحس) بالمسؤولية ليتحملوها ويرحلوا إذا شعروا بالتقصير في أداء الواجب، أو على الأقل يتنازلوا عن كرسي الإدارة لغيرهم لعله يغير، ورغم أني كنت مقتنعا أن ذلك (محال) إلا أني بدأت أتفاءل كثيراً بمستقبل أفضل.