الخليتان الإرهابيتان اللتان تم القبض عليهما مؤخراً في الرياض وجدة، قد تكون من أضعف خلايا القاعدة التي تم القبض عليها، وأقلها صيتاً. بل قادتها مجهولون، وكذلك العناصر المغرر بها، لا يوجد من ضمنها قيادات لها شأن في التنظيم الإرهابي، وحتى المعرفات التي تم استخدامها للتواصل إلكترونياً مع فروع التنظيم في دول مجاورة تشير جميع التوقعات إلى أن الدولة الرئيسة التي كانوا يتواصلون معها هي اليمن.

كل عوامل عودة تنظيم القاعدة بقوته السابقة متوفرة، فهو يستفيد من أماكن الاضطرابات كي يتخذ منها ساحات للتجنيد والتدريب واستقبال من يرغبون الانضمام كذلك.

اليمن أرض خصبة لتدريب واحتواء أفراد التنظيم، ولعل سيطرة ما يسمى بـ"أنصار الشريعة" على بعض المحافظات اليمنية؛ يعطي الأمان لأعضاء القاعدة بقدرتهم على إعادة تشكيل صفوفهم وترتيبها من جديد، وبعث الروح في الإرهابيين الجدد.

قد تكون محاولة القاعدة لتنفيذ عمليات إجرامية على أرض المملكة هي المحاولة الثالثة ـ على شكل خلايا ـ منذ عام 2006، وبعد أن كان الإعلان عن القبض على الخلايا الإرهابية يتم بشكل مستمر؛ فإن آخر إعلان كان قبل قرابة عام ونصف، أي أن تجفيف العمل التنظيمي للقاعدة آتى أكله، وكل المحاولات باءت بالفشل، فليست المسألة مرتبطة بتضييق الخناق على هذا التنظيم الدموي فحسب بل بسبب رفض المجتمع أيضاً لفكر القاعدة ومنهجها.

بعد فترة قليلة، قد تخرج بعض الكائنات تطالب بحقوق هؤلاء الإرهابيين المشاركين في الخلايا الإرهابية، وقد تخرج كائنات أخرى تعتبرهم معتقلي رأي، لكن الظريف بين كل هذه الكائنات هي تلك التي تقول إن الإعلان عن الخلايا الإرهابية إنما هو لعبة! ولو سألتهم عن كل العمليات التي قامت القاعدة بتنفيذها في السابق لقاموا بتوجيه اللائمة على أجهزة الأمن. المتعاطف مع الإرهابي إرهابي مثله لا يختلف عنه بشيء، إلا أنه لم يحمل السلاح. وآمال من يريدون إقامة "إمارة الإسلام" بمنهج القاعدة في انحسار، فليس لهم إلا محافظة استولوا عليها، ونقاط التفتيش عندهم في "براميل". والسلام.