ما أصاب الثورة السورية من تشويه ممن يدعون أنهم أبناؤها، ربما يفوق بمرات ما أقدم عليه النظام نفسه، وقدم دعاة الثورة للنظام خدمات جليلة في هذا الشأن.
ففي حوار تلفزيوني صاخب على إحدى المحطات اللبنانية، كان واضحا التناقض بين أبناء الصف الواحد، وهو أمر مألوف في الحركات الثورية والسياسية، لا أن يصل الأمر إلى اتهام "رفاق السلاح" بالعمالة للنظام، وهو الأمر الذي أثار الاستغراب.
فالمستشار السياسي للجيش الوطني الحر بسام الدادا تعرض للكثيرين ممن يعتقدون أنفسهم أنهم من الثوار، ولم يوفر مسؤول منطقة أعزاز في الجيش الحر أبو إبراهيم، من الاتهام بالعمالة للنظام، مع أن الأخير لعب دورا عسكريا بارزا في منطقة ريف حلب في سيطرة الثوار السوريين على المنطقة، وهو يمسك بـ10 "رهائن" لبنانيين (كانوا 11 قبل الإفراج عن أحدهم). فـ"أبو إبراهيم" المسؤول الميداني عن الفصيل والمحيطون به هم من يتواصلون مع قيادة الجيش الحر في تركيا، وينسقون عملياتهم العسكرية معها.
لا أدري على ماذا اعتمد الدادا في اتهامه، وما إذا كان الاتهام شخصيا، أم أنه صادر عن قيادة الجيش الحر، وما هي الارتدادات السياسية التي أعقبت هذا التصريح.
المطلوب من الثورة السورية، الجدية في اختيار من يتحدث باسمها، وعلى هؤلاء المتحدثين التمتع بكثير من الروية في إطلاق الأحكام، حتى لا ينطبق عليهم القول "ومن الحب ما قتل".