من يريد أن يمارس رياضة الضحك، فكل ما عليه هو أن يشاهد قناة "الدنيا" السورية لمدة 5 دقائق، أو أول دقيقة من الأخبار، حيث العناوين الخنفشارية، وأفلام "بوليوود" من إخراج عصابة بشار الأسد التلفزيونية. تخيلوا، أن بعثة الأمم المتحدة - حسب قناة الدنيا - قامت بالقبض على متسللين وإرهابيين! وأن جميع الثوار السوريين هم عبارة عن إرهابيين، وأن الأمم المتحدة تندد بما يقومون به.

ما سبق ليس فبركة فحسب، بل هو غباء. كان بإمكان القناة أن تخفف من هذه العناوين المضحكة، أو على الأقل، لا تقوم بإدخال هيئة الأمم المتحدة في الموضوع إطلاقاً. تخيلوا، أن هيئة الأمم المتحدة، والتي طبعاً "لا تهش ولا تنش"، أصبحت - حسب قناة الدنيا - تقوم بالقبض على الثوار، أو من يصفهم الإعلام "الأسدي" بالإرهابيين.

صحيح، أن هناك عدة ألغاز في موضوع سورية، لا يستطيع أحد حلها، وأبرزها بقاء بشار الأسد حتى هذه اللحظة، والمقاومة الشرسة من النظام الدموي للبقاء. هل الصورة التي تصلنا عبر "اليوتيوب" وغيره واضحة وحقيقية، أم أنها حرب شوارع يتم تضخيمها. هل هي تصفية عرقية طائفية؟ أم المسألة هي قمع وإبادة كل من خرج أو ينوي الخروج؟ هل هي مسرحية أميركية أوروبية إيرانية، أم أنها الفصل الأخير من مسلسل "الشرق الأوسط الجديد".

لا أحد يدري، لكن وسط هذه التساؤلات، هناك تساؤل بريء عن قناة الدنيا: هل العاملون فيها أغبياء فعلاً؟