أكد رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون أن المعارضة تتمسك بخطة المبعوث الدولي العربي كوفي عنان، وذلك قبيل ساعات من انتهاء المهلة التي حددتها مبادرة وقف إطلاق النار لمباشرة العملية السياسية. وأوضح غليون في حديث إلى "الوطن" أن تمسك المعارضة بالخطة يستند إلى مضمون المبادرة التي أيدتها كل من روسيا والصين، وأنه في حال فشلها "فإنها لا تترك بديلاً أمام موسكو وبكين إلا التصويت في مجلس الأمن ضد بشار الأسد ونظامه". وقال "هاتان الدولتان تفهمان تماماً أن هذه المبادرة المدعومة من قبلهما هي الخيار الأخير أمام الأسد، وأن معارضتهما السابقة للمشروع الدولي الذي كان يهدف إلى حماية الشعب السوري تسبب في مجزرة وهي خطوة لن تتكرر".

وأعلن عنان أمس، أنه تسلم تعهدا مكتوبا من النظام السوري بوقف العمليات العسكرية ابتداء من اليوم. وقال المتحدث باسم عنان في بيان إن "كوفي عنان تسلم رسالة من وزير خارجية سورية يبلغه فيها قرار وقف جميع الأعمال العسكرية في جميع الأراضي السورية ابتداء من الساعة السادسة صباحا (الخميس)، مع الاحتفاظ بحق الرد على أي اعتداء تقوم به المجموعات الإرهابية المسلحة ضد المدنيين وعناصر حفظ النظام والقوات المسلحة والممتلكات الخاصة والعامة". وكان عنان قد حذر بعد لقائه وزير الخارجية الإيراني علي أكبر صالحي في طهران أمس، من تسليح المعارضة السورية قائلا إن "عسكرة الأزمة السورية ستكون كارثية". وأعلنت موسكو أن على المعارضة السورية الالتزام بوقف النار بعد أن تعهدت الحكومة السورية بذلك.

وفي غضون ذلك سقط عشرات القتلى والجرحى بنيران قوات النظام السوري أمس، فيما استمر قصف المناطق المضطربة في مختلف أنحاء البلاد. وقال الناشط عمر الحمصي إن ستة أشخاص قتلوا في حمص، فيما سقط ثلاثة في دير الزور في الشرق وثلاثة في درعا. وأوضح الحمصي أن مدينة الرستن وحي الخالدية في حمص يتعرضان لقصف متواصل، كما تواصل قوات النظام قصف مناطق على مشارف حماة. وأكد ناشطون أن قوات النظام بدأت اجتياح منطقة كفرسوسة بالعاصمة دمشق التي تضم عددا من السفارات والمباني الأمنية السورية. وفي اللاذقية قصفت مدفعية الجيش السوري قرى عدة في جبل الأكراد، مما أسفر عن تهدم عدد من المنازل على رؤوس أصحابها، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان. ويتحصن في منطقة جبل الأكراد عدد كبير من المنشقين عن القوات النظامية وناشطون معارضون متوارون عن أنظار أجهزة الأمن.