نضطر أحياناً للتوقف كثيراً عند أي قرارات تهمنا كمتابعين، فكيف إذا كانت تهم منتخبنا الوطني الذي تراجعت نتائجه بشكل مخيف، ضاعت معها "هيبته" للأسف، حتى حدثت الضربة الموجعة بخروجه المرير من تصفيات كأس العالم بصورة محبطة للشارع الرياضي السعودي.

وما بين حال الترقب لإصلاح الخلل وأمل العودة المنتظرة "للأخضر" حدث الأمر المحير لمن تابع ريكارد وهو يتكفل بإعلان أسماء لاعبي المنتخب فرداً فرداً للمغادرة للمعسكر الخارجي، وفي غضون ثلاثة أيام فقط استبعد ستة لاعبين دفعة واحدة دون توضيح مقنع لمسببات الإبعاد!.

وأرى أنه بمثل هذا القرار أحرج نفسه قبل أن يحرج جهازه المعاون، إضافة للمشرفين على المنتخب، وأرى أنه بقراره ربما يفتح مجالاً خصباً لنقده وتوجيه اللوم له من بعض مسئولي الأندية المبعد لاعبوها، بالذات أن الإعلان حدث قبل مباريات مهمة لبعض الفرق، ولم يتم تأجيله على الأقل حتى نهاية الجولة!، فالمدرب صاحب السيرة المميزة كلاعب، والمدرب الذي عاش سنوات في التدريب لا أعلم كيف غابت عنه تبعات مثل هذا الإبعاد بحق لاعبين كان حلمهم ارتداء شعار وطنهم، دون سابق إنذار ليتلقوا صدمة الإبعاد بهذه الطريقة!.

وبعيداً عن تبعات قرار ريكارد الذي قلص عدد المغادرين لمباراتي إسبانيا والجابون الوديتين لـ24 لاعباً نطمح ونتطلع أن يستقر من خلالها على تحديد الأهداف المستقبلية للمنتخب، فإما البحث عن لقب كأس الخليج لإعادة المنتخب لأجواء الانتصارات والبطولات، واعتبارها نقطة العودة للإنجازات، أو التركيز على بناء منتخب شاب، يستطيع إعداده بشكل احترافي ويعيد الثقة لمحبيه، ويسترد الجزء المفقود من شخصيته كأحد أبطال آسيا سابقاً والزائر الدائم لأكبر المحافل العالمية كأس العالم.