طالعت المقال المنشور في (الوطن) للكاتب عبدالعزيز العويشق عدد 4183 تاريخ 20/ 4/ 1433 وللحقيقة أن هذا المقال يحتاج إلى الوقوف عنده من قبل كل ذي ضمير حي وغيور على وطنه، فمضمون المقال يتمحور حول: (الهدر العالي للموارد الوطنية من الثروة البترولية)، فقد خلصت الدراسة عن هذا الهدر إلى أن المواطن والمقيم في هذا البلد يستهلك أربعين برميل نفط سنويا وهذا أعلى معدل في العالم يساوي أربعة أضعاف المعدل الأميركي وثمانية أضعاف المعدل الياباني ولو استمر معدل الاستهلاك بهذه الحالة فإننا سنفقد مواردنا الطبيعية سريعا ونحرم الأجيال القادمة من حقها. وأنا كمواطن أعزو هذا الهدر الهائل إلى عدة أسباب جوهرية في مقدمتها بعض الأنظمة التي عفا عليها الزمن ومنها على سبيل المثال لا الحصر:

ـ عدم وجود نظام يلزم جميع الشركات والأسواق والمحلات التجارية والمطاعم وجميع محلات الخدمات بدون استثناء بفترة دوام واحدة ووقت محدد حيث النظام الحالي يستمر إلى الفجر وهذا هدر للمال وزيادة في معدل الجريمة وتفشي المخدرات وتسكع الشباب.

ـ وجود عدد هائل من العمالة يمكنها النظام الحالي من شراء سيارات متهالكة تستهلك كما هائلا من البترول إضافة إلى ما تسببه من اختناقات مرورية وحوادث، وأيضا ما تحدثه من تلوث بيئي.

ـ عدم وجود وسائل نقل عام للتقليل من السيارات الصغيرة.

ـ عدم وجود قيود أسوة بالعالم المتقدم على احترام الوقت وتقنينه وتحديده.

في تقديري بأن هذا النوع من الهدر يقع في خانة الاستهانة بالموارد الوطنية، ويجب الوقوف عنده كثيرا من كل مواطن غيور ومسؤول أمين، وبحث مدى إمكانية إحالة مثل هذه القضايا وغيرها إلى الجامعات السعودية فهي تزخر بكفاءات ممتازة يتوجب إعطاؤها فرصة للبحث العلمي عن الحلول المناسبة والتنافس فيما بينها لأفضل الحلول لرقي وتنظيم هذا البلد وإيقاف الهدر الهائل للمال العام في هذا الجانب وغيره.


سعد محمد مريح