شهدت مختلف المدن والبلدات السورية تظاهرات حاشدة ضد نظام بشار الأسد في جمعة "ثورة لكل السوريين"، فيما أبلغ المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية كوفي عنان مجلس الأمن مساءَ أول من أمس بأن سورية لم تلتزم بالكامل بشروط خطته للسلام. وأطلقت قوات الأمن النار على المتظاهرين أمس مما تسبب بمقتل شخصين في مدينة حماة، وآخر في تظاهرة في قرية سلقين في ريف إدلب، ورابع قرب مسجد في بلدة نوى في محافظة درعا وخامس في داريا بريف دمشق. وسجل انتشار أمني كثيف في مناطق عديدة، بينها العاصمة حيث طوقت قوى الأمن المساجد. وتأتي هذه التطورات في اليوم الثاني للهدنة وبعد بدء تطبيق وقف إطلاق النار في سورية.

ومنذ الصباح، سجل خروج تظاهرات في قريتي عربين وبيبلا في ريف دمشق وفي حيي القدم ومعضمية الشام في العاصمة وفي حي الصاخور في مدينة حلب، بحسب ما أفاد ناشطون والمرصد السوري لحقوق الإنسان، وسقط العشرات من الجرحى كما سجل العديد من الخروقات من قبل القوات السورية. وكانت الدعوة وجهت عبر المواقع الإلكترونية للناشطين إلى مشاركة جميع السوريين، لا سيما المترددين، أيا كان انتماؤهم الديني أو السياسي في تظاهرات أمس. وكتبت صفحة "الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011" على موقع "فيسبوك" الإلكتروني "اليوم لا عذرلأحد فهو يوم لكل السوريين. إن أردتم نهاية لعمليات القتل انتفضوا. إن أردتم نهاية لعمليات تدمير المدن انتفضوا. إن اردتم نهاية لآل الأسد انتفضوا". وتحت صورة كبيرة لمدينة دمشق، توجهت الصفحة إلى سكان دمشق بالعبارة التالية "الساحات بانتظاركم يا أبطال الفيحاء".

وفي غضون ذلك ينشط أعضاء في مجلس الأمن الدولي لإصدار قرار بنشر مراقبين دوليين في سورية، وتوجه إلى دمشق الجنرال النروجي روبرت مود على رأس فريق فني للإعداد لوصول بعثة المراقبين الذين سيكلفون بمراقبة وقف إطلاق النار.

ورأى الخبير في شؤون الشرق الأوسط كريم بيطار من مركز إيريس للدراسات في باريس أن "اضطرار القوات السورية إلى تخفيف الضغط سيسمح للسوريين باتخاذ قرار بالانضمام إلى الثورة الشعبية أم لا". وقال "إذا رأينا أناسا ينزلون بكثافة إلى الشارع بعد تطبيق وقف النار ويواصلون الثورة، سيكون أمام الرئيس السوري بشار الأسد إما استئناف القمع وإما أخذ علم وترقب المرحلة التالية". وقال أحمد فوزي، المتحدث باسم الوسيط المشترك كوفي عنان إن الموفد الدولي "مدرك أن الوضع ليس مثاليا في سورية في الوقت الحالي... هناك معتقلون يجب الإفراج عنهم ولا بد من إقامة ممرات إنسانية". وفي باريس، أعلن الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه لا يثق في صدق نية بشارالأسد ولا في فرص نجاح وقف إطلاق النار. وقال "أعتقد أنه من الضروري إرسال مراقبين أقلّه لنعلم ماذا يحصل". وأضاف "يجب أن نعلم أن مدينة حمص وهي مسقط راس زوجة الرئيس عانت كثيرا. لا بد من إرسال مراقبين لمعرفة ما يحصل وأنا مقتنع بأن الأسرة الدولية ستتحمل مسؤولياتها وستوجد الظروف اللازمة لإقامة ممرات إنسانية ليتمكن البؤساء الذين يتعرضون للاضطهاد اليوم من الهرب من الدكتاتور".