استجاب الشاعر أحمد الصالح (مسافر) لمحاولات نادي الرياض الأدبي وكسر طوق عزلة اختيارية فرضها على نفسه طيلة نحو أكثر من 20 عاما ، بعد أن كان اسمه يدوي مع رموزالشعرالحديث خلال صخب الثمانينات الذي عاشه المشهد الثقافي في السعودية ، وكان صوت الشعر محلقا فيه بجلاء.

واحتفى أدبي الرياض مساءَ أمس بـ "مسافر" بمناسبة صدور ديوانه الجديد "الأرض تجمع أشلاءها"، في ليلة انفتحت على الشعر والشهادات وتوقيع المجموعة الشعرية، وهي ديوان لا يختلف - بحسب مسافر- كثيراً عن سابقيه إلا أن هموم الوطن العربي تشغل معظم قصائد الديوان.

مسافر برر غيابه كل هذا الوقت بأنه لابد لمن يهتم بالمتابعين له مستمعين وقراءا أن يأخذ بين فترة وأخرى فترات يتأمل في أثر ما قدمه وما يدور حوله من أحداث أو إبداعات ولذا كنت وغيري نحرص على اقتطاع هذه الوقفات إنتاجا أو حضوراً منبرياً أو مقروءا . وعن سبب عودته للمنبر الآن من جديد قال (مسافر) لـ " الوطن" : لولا الإلحاح الشديد من محبي شعري أندية وأفرادا لأن أعاود نشاطي لتوقفت نهائياً عن النشاط المنبري لأنني وجدت فيه فسحه من الوقت للقراءة وإعداد ما لدي من أشعار لم تطبع بعد لجمعها في دواوين وطباعتها .

نجح مسافرإبّان صخب الثمانينات، في أن يتفرد بصوته، وابتعد عن الجدل واللجاج، ويرجع ذلك إلى أن الذي يهم المبدع ما يقدمه من إنتاج وأن يعايش الأحداث في وطنه الكبير كما يهمه تدفق العلاقات الحميمة بينه وبين أحبابه ومتابعي شعره يحاول دائماً أن يكون متميزاً بالنهج الذي استلهم من خلاله المعاني الوطنية والإنسانية واللغة الحميمة خلال مسيرته في حياته إبداعاً وسلوكا وأرجو أن أكون كذلك، وما بقي في ذاكرتي من تلك المرحلة هو حب الناس وتقديرهم لما أنشره أو أقرؤه في أمسيات شعرية ومن أبرز إيجابيات تلك المرحلة أيضا عدد من الشعراء الذين أثروا الساحة الثقافية في المملكة.

ويبدي مسافر تحسرا على راهن الشعر سواء محليا أو عربيا، قائلا: مع الأسف الشعر العربي الفصيح انخفض صوته وطغت على المشهد في المملكة وغيرها من الأقطار العربية كتابة الأشعار باللغة العامية لكل قطر وهذا أمر مؤسف وهو شعرلا يملك مقومات الخلود لأن اللغة العامية تتأثر وتتغير مع الزمن وليس لها حاضن يحفظها كاللغة العربية التي حفظها القرآن الكريم.

والحياة عند مسافر كلها سفر لقاء ووداع ومعاناة وشوق وفرحة لقاء ولوعة وداع..، ومن هذه الزاوية جاء لقبه، يقول: في بداية نشري لقصائدي كانت أسرتي في عنيزة وأنا في الرياض فكنت كثير السفر إلى هناك ومن هنا جاءت تسمية (مسافر).


تداعيات

لحظة خدر:

وقوفاً.. وقوفاً.. على ثغر أنثى

يُفَتِّق فيك اشتهاءً .. قديماً

وقوفاً.. على بيت شِعرٍ

قصيدة حبٍّ

تعيد الحياة إلى القلب

أحلى وأجملْ.

تشاغَلَت بالعشق.. حتى ارتويت

فما بعدَ هذا المذاق.. المعتَّق

أَيَّانَ .. أحلى المساءات هلَّت عليك

لتدنيك من وطن موجع بالمحبين

أّنَّى.. استفاق بعينيك

وجه صبوح

يَرُدُّك في صحوة الفجر سيفاً

يردك في حَلَكِ الليل مِشْعل.

مسافر


 


ملامح


أحمد صالح الصالح – مسافر

ولد سنة 1362 في عنيزة

درس في عنيزة حتى السنة الثانية الثانوية ثم غادرها إلى الرياض .

تخرج في كلية العلوم الاجتماعية

تخصص تاريخ من جامعة الإمام

عمل في وزارة الشؤون الاجتماعية وتقاعد عام 1418

صدر له ثمانية دواوين هي :

- عندما يسقط العراف .

- قصائد في زمن السفر .

- انتفضي أيتها المليحة .

- عيناك يتجلى فيهما الوطن .

- لديك يحتفل الجسد .

- الأرض تجمع أشلاءها .

- تشرقين في سماء القلب .

- تورقين في البأساء .

- المجموعة الشعرية الأولى .

أحيا أمسيات شعرية داخل المملكة وخارجها .

نشرت قصائده في معظم الصحف والمجلات السعودية .