لا فرق، إن توجه الرئيس محمود عباس إلى نيويورك، اليوم أو في أي وقت يشاء، هو والمجلس الوزاري العربي، طلبا لحصول فلسطين على وضع دولة غير عضو في المنظمة الدولية، أو دائم العضوية، طالما أن النتيجة بالنسبة إلى إسرائيل محسومة، باعتبار أن التأييد الدولي الذي قيل في وقت سابق أنه تعدى الـ120 دولة إلى جانب الطلب الفلسطيني، لن يحسم الأمر.

نعلم أنه لا يمكن للولايات المتحدة بصورة خاصة وللدول الغربية دائمة العضوية في مجلس الأمن الداعمة لإسرائيل، بصورة عامة، استخدام الفيتو لنقض المطلب الفلسطيني، إلا أنه بات محسوما أن الكثير من الدول تراجع، أو في طور التراجع عن تأييد هذا المطلب المحق، ولذلك يمكن الجزم أن الرئيس الفلسطيني لن يطرح الموضوع على الدورة المقبلة للجمعية العامة للأمم المتحدة، ليس خوفا من السقوط في الفشل، وإنما حفاظا على صدقية بعض الدول التي مارست الولايات المتحدة وإسرائيل عليها الكثير من الضغوط التي تعدت السياسة إلى الاقتصاد، والتهديد المباشر بافتعال الأزمات السياسية في داخلها.

أنصح الرئيس الفلسطيني بعدم التسرع بطرح ما يعتبره حقا فلسطينيا في نيويورك، قبل أن يشرع في تنفيذ المصالحة الفلسطينية، وتأطير القرار السياسي الفلسطيني، في الضفة الغربية وغزة، وفي الشتات، وحتى داخل أراضي فلسطين المحتلة، ففي ذلك خدمة كبيرة للقضية الفلسطينية التي باتت في أدنى اهتمامات العالم.