وجوه غير راضية يبدو على ملامحها الملل، أكثر من ثلاث ساعات قضينها "حنين ورفيقاتها" في أروقة مركز جدة الدولي للمعارض والمؤتمرات ضمن برنامج لقاءات دون الخـروج بما أتين لأجله، شروط الخبرة واللغة الإنجليزية وضعف الرواتب، محبطات كانت بالمرصاد لطالبات العمل، وإثبات لعدم جدية الشركات التي تبارت لنصب أركانها الترويجية بزعـم المساهمة في توظيف العاطلين، وأخـرى كان هدفها فقط الخـروج من أزمة نطاقات. ويأتـي ذلك مع اختتام فعاليات ملتقى توطين الوظائف "لقاءات" أمس في جدة.

"الوطن" رصدت في جولتها عددا من الشركات الخاصة، التي تلجأ إلى الهـروب من التزامها بالتوظيف بوضع تعقيدات كبيرة للمتقدمات ببرنامج مبادرة " لقاءات" الذي بدأته وزارة العمل على 3 مراحل من الرياض ومنه إلى جدة حاليا ومن ثم إلى الشرقية.

فالتعقيدات التي كانت تبدأ من استقبال العاملات بشروط لم توفق فيها بعض الشركات انتقلت إلى تأجيل القبول إلى وقت لاحق، حيث تجري الفتيات المقابلات ويتم إخبارهن بأنه سيتم الاتصال بهن في حال تمت الموافقة على التوظيف، بعكس ما أعلن عنه في البرنامج الذي أعد للتوظيف المباشر في المركز.

لميس حريري مديرة التوظيف في إحدى شركات القطاع الخاص المشاركة بلقاءات جدة، اعترفت بأن الهدف من مشاركتها استقطاب 15 فتاة جامعية بخبرة كافية للعمل كمسوقات لمنتجات تجميل، واشترطت ألا تقل الخـبرة للمتقدمات عن سنتين في العمل الميداني.

مدير إحدى الشركات (رفض ذكر اسمه) كشف أن الهدف من المشاركة في المعرض هو تحسين وضع الشركة وخروجها من النطاق الأصفر، مبينا أن المشاركة تهدف لجمع بيانات عن الراغبات في العمل ومن ثم تصفيتها باختيارات اللاتي يقع عليهن لتلجأ بها للخروج من النطاق الممنوع.

وعلى العكس منه، أكدت مديرة التوظيف بشركة بندة فاطمة قاروب أن لـدى الشركة أكثر من فرصة وظيـفية للفتيات من حملة الـثانوية والشهادة الجامعية كبائعات وكاشيرات ومحاسبات وأن العدد المطلوب أكثر من 160 فرصة وظيـفية، وسبق أن تم تعيين أكـثر من 560 فتـاة في عدد من الفروع التجارية المنتشرة في مولات ومتاجـر جدة بعدما تـحولت حملتـها السابقة "كفـاية إحـراج" إلى انتـهاء الإحراج بالتوظيف.

يذكر أن لقاءات تعدُّ إحدى مبادرات وزارة العمل وصندوق تنمية الموارد البشرية، وهو أول وأكبر ملتقى من نوعه يقام تحت بادرة وطنية شاملة لحل متطور وفعال لمشكلة توطين الوظائف في القطاع الخاص. وهو يأتي استكمالا لبرنامجي "نطاقات" و"حافز"، اللذين بدأت وزارة العمل في تطبيقهما العام الماضي. ويتميز "لقاءات" عن غيره من المعارض بإيجاد حلول سريعة وعملية بتحقيقه معدلات مقـبولة لتوطين الوظائف في منشآت القطاع الخاص، إلى جـانب شمولية المنشآت المشاركـة فيه. كما أن التوجه الأساسي لـ"لقاءات" هو التركيز على مدى مواءمة المخرجات التحليلية المهنية للباحثين عن العمل مع متطلبات القطاع الخاص في الوظائف الشاغرة والمهن المطلوبة.