ماذا لو صحوت لتجد أنك أمام تحول هائل في شكل الحياة الفيزيائي من حولك، وأن مخاوفك لم تعد تلك المخاوف الأرضية، وأنها أصبحت مخاوف كونية، وهذه ليس لها علاقة بمخاوفك المعتادة مثل أن يكون في السماء شمسان، وقد أعلن فعليا عن ظهور شمسين في عدة أماكن من العالم، وبوقت واحد عند الشروق وعند الغروب، تحقيقاً لقوله تعالى:"رب المشرقين ورب المغربين"، في الصين وفي كندا وأميركا وفي روسيا وفي إنجلترا. الأمر ليس من ضرب الخيال، بل إن وجود توائم للشمس حقيقة، والجديد هو أنها ستصل إلى الأرض قبل نهاية عام 2012، وعندها يصبح الليل نهارا لعدة أسابيع أو العكس. ليس عليك أن تخاف لمجرد الفكرة، بل أن تكون واعيا بالفكرة حتى يتوقف الخوف ولا يحدث، ولتكون جزءا من الحدث الكوني.

البشرية تمتلك في أعماقها خوفاً رهيباً من التغيير، من التجربة الجديدة. ونحن اليوم في أمسّ الحاجة لخلق التوازن، حتى نرتقي لمستوى ترددات التحول الكوني، الذي يحدث في الوعي، وعلى مستوى الأرض. جميعنا قام بأداء دوره في هذه المسرحية الكونية هنا على الأرض. البعض لعب دور الجيد والآخر السيء، المنتصرون، المهزومون، الضحايا والمتحكمون.

لا تخافوا من شيء، لأن لا وجود لشيء تخافوه. وهذا ما عبّر عنه المفكر واترز معبرا عن تجسد الخوف في حياة البشر، بأنه لا يجب على أحد أن يفزع حينما تغيب الشمس عند المساء. فجميعنا يعلم أنها ستعود لتنهض من جديد في الصباح. لا أحد يفزع حينما تتساقط أوراق الأشجار في الخريف، فجميعنا يعلم بأن الربيع آتٍ من جديد. لو لم نكن نعلم بأمر الربيع لكُنّا حاولنا جمع أوراق الخريف لنُعيد ترتيبها على أشجارها من جديد.

الخوف مشكلة وجودية وتاريخية، لم تقتصر على الإنسان وحده، بل شملت كل الكائنات الحية، وأي كائن حي، خاصة الإنسان ـ الإنسان الخائف أو المخيف ـ هو إنسان ضعيف في حقيقته تجاه الأقوى.

وحين نفهم لعبة معينة، فنحن نعرف أين تبدأ وأين تنتهي، وحين ننسى الهدف من اللعبة ـ في خضمّ اللعب بها ـ فنحن نفقد فن اللعب، أو سبب إنهائنا لها. وحين ننسى الهدف من اللعبة فنحن ننسى التحولات الطبيعية التي تسطّر نهايتها، وتأتي بالحلول لها ثم تحوِّلها. ترى متى وكيف سنُنهي هذا التخبط والخوف غير المعتاد؟ أم إننا سنظل نخلق مزيداً من العوائق وسط ظلام نفوسنا وجهلنا السحيق؟. إن الخوف يجعلنا نفقد الإحساس بالأمن والطمأنينة والهدوء، ويدخل إلى نفوسنا قلقاً واضطراباً وعدم استقرار. الإنسان الخائف أو المخوّف يتخبط في تناقضاته، ويعيش صراعات نفسية حادة ومريرة، تدفعه لليأس والاضطراب الكبير.

بعض المخاوف التي نواجهها اليوم هي أشياء مثل: هل تدفع فواتيري؟ هل سأبقى متزوجا؟ هل سأتزوج؟ هل سأملك المال وإذا لم يكن كذلك، فماذا أفعل؟ هل سأخسر حياتي؟ هل سأموت؟ هل سأمرض؟. هذه بالطبع مخاوف البشر وهي حقيقية جدا، ولكن عندما تنظر في واقع الأمر، كل ما عليك القيام به هو مواجهة مخاوفك، لأنها ستتغير وتنتقل إلى مسرح مختلف لم تعهده من قبل.