كثيرة هي التصريحات التي غايتها التسلق نحو المناصب.. تستطيع أن تغض الطرف عنها.. ما لا ينبغي السكوت عنه هو تلك التصريحات التي تتخذ من أحلام الناس واحتياجاتهم سلماً للوصول إلى حاجات وغايات معلومة!
من أسوأ التصريحات التي نقرأها أحيانا القول بأن هذا المشروع سيوفر مليون وظيفة.. وذلك المشروع سيوفر مليونين.. وذلك القطاع سيوفر نصف مليون وظيفة!.. مثل هذه التصريحات - حتى وإن كان بعض من يطلقها ذا نية حسنة - إلا أن ضررها أكبر من نفعها.. أقل ما هنالك هو اتهام الدولة بالكذب على المواطن وتخديره!
يوم أمس قرأت لعميد معهد السياحة في جامعة الملك عبدالعزيز، أن القطاع السياحي في المملكة يحتاج إلى نحو974 ألف وظيفة في مختلف المجالات السياحية!
الرجل هنا يتحدث عن مليون وظيفة.. وهو الرقم الرسمي للعاطلين في بلدنا.. أي أننا لو نفذنا كلامه، لاستطعنا بسهولة تامة القضاء على واحد من أعقد الملفات التي تواجهنا، وهو "البطالة". تذكرت كلمات أغنية قديمة تقول: "من زمان إنت وينك"!
لا أشكك بنوايا صاحب التصريح.. ربما كان صادقاً.. لكن أين هو الدليل على ما تقول؟!
هذه التصريحات لا يجب أن تترك دون تحقق وإثباتات.. باستطاعة أي مسؤول مغمور أو شخص باحث عن الشهرة - أو حتى مخلص النية - أن يخرج غدا ويقول إن قطاع النقل أو الرياضة قادر على توفير ثلاثة ملايين وظيفة.. دون أن يسأله أي شخص عن الدليل.. تماماً كما لم نسأل هيئة الاستثمار عن ملايين الوظائف التي قالت إن مشروعاتها ستوفرها.. فلا رأينا المشروعات ولا رأينا الوظائف!