– 1 –

ولأن الأخطبوط الألماني "بول" اعتزل بعد أن أصاب في ختام المونديال في توقعه بفوز الإسبان بكأس العالم لكرة القدم وكذلك بتوقعاته الأخرى قبلها.. كان لا بد من أخطبوط يحمل الراية بدلا عنه.. ولأن الإبداع العربي في وطن يمتد من البحر إلى البحر لا يحتاج أخطبوطاً يأتي من وراء المحيطات، فالأخطبوطات كثيرة.. ومنها ما مدّ أذرعه وتجّذر في المكان دهراً، ومنها ما تغلغل في نسج البشر ومنها ما كمَن داخل أدمغتهم.

– 2 –

فكّر الأخطبوط العربي قليلاً، ثم اختار "مشعاب" اسماً له كي يتناسب مع زمن الحريات وأفكار من ينادون بها، وبدأ ينثر توقعاته.

– 3 –

يدرك "مشعاب" سرّ الكلمة ولا يحتاج وقتا طويلا ليتوقع فتصيب توقعاته. فهو يعرف أن المبدعين العرب ممن يكتبون ويرسمون ويمثلون وينقشون ويفكرون تتفاوت حظواتهم.. فمطربة خير من ألف مثقف لدى الجيل الجديد. ولذلك لجأت قنواتنا الفضائية ومجلات المنوعات إلى مدرسة "ما يطلبه الجمهور"، وعلى الجمهور أن يشاهد "بالمشعاب" ما اختاروه له، لأن الاستقطاب يأتي أولا وبعده تأتي الأمور كلها من جودة ووعي وحسن إعداد ومحاورة وغيرها.

– 4 –

كثيرة هي المسابقات الشعرية والفنية.. ومن التوقعات المقبلة أنّ شاعر المليون للدورة المقبلة لن يكون امرأة. ومهما أجادت الشاعرات، فـ"مشعاب" الذكر لن يمنح "البيرق" لأنثى مهما تحدثوا عن إبداعاتها.

– 5 –

يتوقع "مشعاب" أن يزداد عدد الدول الأوروبية والعربية التي ستمنع النقاب داخل أراضيها وفي شوارعها وفي مؤسساتها الرسمية وغير الرسمية وفي جامعاتها وغاباتها وجبالها ووديانها.

ويتوقع أيضا أن يحدث شيء ما، في مكان ما، لسببٍ ما مرتبط بحاجة الناس لـ"المشعاب".

– 6 –

لم تتوقف توقعات "مشعاب" بعد.. فهو ينتظر مقترحات "القراء" المتداخلة مع أفكاره المستنيرة، خاصة بما يرتبط بحرية التعبير في الوطن الكبير الكبير جدا.. كي يطرح توقعاتهم "المشعابية" للتصويت فيفوز من يفوز، ويخسر من يخسر، وهو على ثقة بأن كل توقعات "القراء" صائبة إن كانت على المستوى المطلوب من الردع، أما المردوعون فمن المفترض أن يتعظوا من جهة، ويكونوا عبرة لغيرهم من جهة أخرى، فلا يجرؤ مردوع أو شبه مردوع على قول "لا"، فـكلمة "نعم" هي ترمومتر السكون ومعيار الصمت، وهي سيد الموقف هناك وهناكم وهنالكم.. وهي التي تطمئن بال الأخطبوط "مشعاب" فيعرف من خلالها أن كل شيء على ما يرام.

– 7 –

لن يعتزل الأخطبوط "مشعاب"..!

[email protected]