قد يكون قرار إلغاء تدريس مقرر الثورة الفرنسية من المناهج السورية، من القرارات المسيئة للنظام السوري، أكثر مما تسيء إلى الثورة الفرنسية نفسها، وهو قرار ليس يتيما أقدم عليه النظام منذ الثورة السورية في مارس 2011.

فإغفال ثورة، أحدثت انقلابا في تاريخ الأمم والشعوب، وكانت منارة لكل حركات التغيير في المجتمعات بغربها وشرقها، وأوصلت من أوصلت إلى سدة الحكم من أحزاب ادعت أنها تغرف من أفكارها، وأقنعت شعوبها أنها تتبنى شعاراتها في "الحرية، والإخاء، والمساواة"، هو عقوق للتاريخ ولحركته.

لقد تربى الشعب السوري على شعارات "وحدة، حرية، اشتراكية" وهي شعارات تلتقي مع شعارات الثورة الفرنسية وتتقاطع معها، مما يعني أن إلغاء تدريس كل ما يتعلق بهذه الثورة يستلزم إلغاءً لشعارات "الحزب القائد"، مما يدفع للتفتيش عن شعارات أخرى كي لا تصبح برامج التدريس السورية فارغة من أي محتوى سياسي.

الخلاف مع أي نظام في مرحلة من المراحل، لا يعني التنكر لماضي العلاقة معه. فالرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، مثله مثل الرئيس فرنسوا هولاند، هما استمرارية للجمهورية الخامسة التي أنتجتها الثورة الفرنسية التي كان بشار الأسد ضيف شرف في احتفالاتها في 14 يوليو عام 2009، مستعرضا من على المنصة الرئاسية المنصوبة في ساحة الكونكورد القوات المسلحة الفرنسية.

فما الذي دفعه إلى مثل هذا القرار يا ترى؟