كل عام ووطني الحبيب الذي لا أحب سواه بخير، كما كنا نرددها مع طلال مداح رحمه الله. فعادة في مثل هذه الأيام تقوم البعثات السعودية بدعوة المسؤولين والعلماء والمثقفين بمناسبة الاحتفال باليوم الوطني، وقد رأيت في وسائل الاعلام، خاصة الإلكترونية عن زيارة المرشد العام للإخوان المسلمين في مصر لسفارتنا في القاهرة لحضور هذه المناسبة.

الغريب أن سفارتنا احتفت بالمرشد وبالفنانين والفنانات وبعض الصحفيين - مع التقدير لكل المدعوين - أكثر من الاحتفاء بالمثقفين والعلماء وأساتذة الجامعات وأعضاء المجمع العلمي، وكانت الإضاءة على مرشد الإخوان وعلى الفنانين كبيرة، هذا بالإضافة إلى تهميش دور الشباب من الدارسين السعوديين في القاهرة وعدم توجيه الدعوة لهم. إذا كان معالي السفير يرى ما لا نراه من دعوة المرشد وقطاع الفن والمشاهير فنحن نريد أن نفهم.. ما هي الصفة الرسمية للمرشد؟ هل هو حاضر بالنيابة عن رئيس الجمهورية أو هو يمثله؟ إذا كان كذلك فالأمر طبيعي، ومن يمثل الرئيس يجب الاحتفاء به بما يليق بمقام رئاسة الجمهورية، ولكن ما شاهدته هو أن سفيرنا الذي يجاهد بقوة لترسيخ العلاقات مع مصر (ويشكر على هذه الجهود التي بدأ بها الملك عبدالعزيز مع الملك فاروق ثم استكملت هذه العلاقات مع جميع من حكم مصر إلا أننا لم نر في الإعلام المصري أي إشارة لليوم الوطني السعودي أو تغطية لاحتفال السفارة سوى لقاء الفنان عادل إمام ومرشد الإخوان في سفارتنا.

ما نريده من السفير هو تقوية العلاقة مع الشعب المصري، والرد على ما يكتب بصحفهم بشأن قضايا المواطنين وعدم الانحياز لأي طرف، فمكتب الإرشاد لا يمثل الشعب المصري كافة، ونكرر احترامنا للجميع، وخادم الحرمين تتبع خطى من سبقوه في الاهتمام بالعلاقات المصرية السعودية، وسفارتنا في اليوم الوطني يجب أن تحتوي وتوجه الدعوة لكل الأطياف، وتبقى على مسافة واحدة من الجميع، أحزابا وأفرادا وكل أطياف المجتمع. كما أن الوطن به ما يفوق المليونين من المقيمين المصريين، وهم كذلك على أطياف وتوجهات متعددة. نشكر جهود السفير وربما يرى في ذلك مصلحة البلدين، ولكننا ليس لنا إلا ما سمعنا وشاهدنا، ومن حقنا أن نقول وجهة النظر هذه، ونسأل الله دوام السلام بين الشعوب العربية.