لن أتحدث كثيرا هنا، ولن أكتب ما يصعب فهمه من تنظيرات ومصطلحات ونحوها، حيث إنني لست ممن يهوون طرح الوصايا، بل سأطرح هنا بعض الخواطر والكلمات وربما التساؤلات التي تدور في ذهني.
أثناء عودتي من نيويورك متجها إلى الرياض، قضيت وقتاً من الانتظار في مطار هيثرو بلندن، التقيت خلاله في غرفة الصلاة بمجموعة من طلاب جامعة الملك سعود، فتحدثنا عن أمور الدراسة، وتطرقنا إلى ما نشاهده من مظاهر التقدم، والحضارة، والنهضة في بلاد الابتعاث. كنا نتمنى حينها أن تجاري بلادنا ذلك التقدم وتلك الحضارة، بل وتنافسها وتتفوق عليها، واستعرضنا بعض المعوقات التي قد تكون سببا في عدم التقدم، والوصول إلى ما وصلت إليه تلك البلاد من نهضة صناعية وخلافها.
لكننا أجمعنا على أن جيل المبتعثين المقبل، والذي سيعود للوطن – بإذن الله – محملاً بسلاح العلم والثقافة، سيكون هو الركيزة الأساسية، لنهضة بلادنا، وسيشكلون جيلاً من الرواد، الذين ينظر لهم الجميع نظرة تفاؤل، لتحقيق رؤية خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز – حفظه الله – وهي من أولى الأولويات لدى كل مبتعث.
كل ذلك، ولد لدي عدة تساؤلات، حول ما إذا كان الطلاب المبتعثون، يدركون حقاً أهمية القيام بواجب النهضة تجاه وطننا الغالي، والذي أعتقد أنه من أهم الواجبات التي يضعها الطلاب نصب أعينهم، رغم وجود بعض الذاتية في التفكير، والانشغال بتحقيق الأهداف والمصالح الشخصية، التي لا يجب أن تنسينا واجبنا الأكبر تجاه وطننا. بإمكان الفرد منا أن يجمع بين الحسنيين، بتحقيقه إنجازا وطنيا يحسب له كفرد، ولوطنه، وهناك نماذج نفتخر بها من المبتعثين الذين تفوقوا وسجلوا إنجازات باسم بلادنا، وهم من يجب أن نتخذهم قدوة، حيث خلقنا الله سبحانه وتعالى لعبادته وإعمار الأرض، فلتكن هذه الحكمة الربانيّة هي المنطلق في درب النهضة.