أدى خطأ اشترك فيه مستشفيان حكوميان إلى إصابة شاب سعودي بعدة إعاقات بسبب الإهمال والتأخير في متابعة حالته الصحية، وبات الآن غير قادر على العمل وممارسة الحياة الطبيعية كبقية الأشخاص العاديين، فيما زعم الشاب أن قناة فضائية استغلت حالته المرضية لتحقيق مكاسب خاصة بها، مطالبا الجهات المختصة بمساعدته للحصول على تعويض واعتذار من الجهتين.
وأشار الشاب سعود العجمي إلى أنه أصيب قبل فترة بورم سرطاني، وذهب إلى أحد المستشفيات الحكومية لتشخيص المرض، وأجريت له الفحوصات والتحاليل اللازمة، حيث تم اكتشاف "كتلة ورمية في الغدة الصنوبرية في المخ "يبلغ حجمها 3×2 سم، وفي 22/5/1429 تم إجراء عملية لأخذ عينة من الورم، وبعدها بخمسة أيام أخرج من المستشفى. وبين أنه بعد أسبوعين من العملية أصيب بحالة تشنج، مما استدعى إعادته وتنويمه في الطوارئ لمدة يومين ثم أخرج من المستشفى، بينما بدأت حالته تتدهور وتزداد سوءا، مما استلزم إعادته إلى المستشفى في 29/6/1429 وإجراء عملية أخرى بوضع أنبوب داخلي لتصريف السائل النخاعي، وبعدها بيوم تم إعطاؤه الجرعة الأولى، وكان من المفترض أخذها في المستشفى المتخصص، ولكن بسبب وضعه الحرج أخذ الجرعة في المستشفى الأول. وذكر أنه أنهى جلسة العلاج الكيميائي الأولى في تاريخ 5/7/1429 وبعدها بثلاثة أيام أخرج من المستشفى وتم إعطاؤه موعدا للجلسة الأخرى، مشيراً إلى أنه ذهب بتاريخ 26/7/1429 لاستكمال الجرعة الثانية ولم يتم إدخاله للمستشفى بحجة عدم وجود سرير شاغر، على الرغم من ضرورة إجراء الجلسة في الموعد المحدد لتجنب المضاعفات والأضرار الجانبية. وأشار العجمي إلى أنه أخذ الجلسة الثانية للعلاج الكيميائي بتاريخ 8/8/1429 بعد تأخير 12 يوما، وتم إجراء الكشف بالأشعة لمعرفة حالة الورم، مبيناً أنه تأخر عن الجلسة الثالثة أيضاً لثلاثة أيام، وأبلغه الطبيب أن العلاج الكيماوي لم يعد نافعا ولن يستجيب للعلاج، علما أن طبيباً آخراً متابعا لحالته ناقض كلامه، وقال إن عينة الورم استجابت للعلاج الكيماوي والإشعائي، وتم على حسب رأي الأخير استكمال العلاج ومتابعته في المستشفى المختص.
وبين العجمي أن تداعيات التأخير في أخذ الجرعات الكيماوية أدت إلى ازدياد حجم الورم إلى 4.5×6 سم والإصابة بالأعراض التالية "صعوبة بالتركيز بسبب انخفاض وظيفة الإدراك، ضعف في النظر، كثرة النسيان، صعوبة في إجراء عملية بسبب تضخم الورم"، مشيرا إلى أنه بعد استكمال العلاج أصبح معاقا. وتابع "ذهبت للجهة المختصة ولم تفعل لي شيئا سوى إعطائي رقم معاملة أراجع بها دون أن أجد أي تعويض أو اهتمام، مما اضطرني للجوء إلى الوسائل الإعلامية لعرض حالتي لعلني أجد من يهتم بها ويعوضني مما حدث لي من أخطاء طبية وإهمال أديا إلى إصابتي بالإعاقة التي ستستمر معي طيلة حياتي". ولفت العجمي إلى أنه لجأ إلى وسيلة إعلامية مشهورة تمثل إحدى القنوات المعروفة في أحد البرامج ذات الجماهيرية، إلا أنه تم استغلاله وإظهاره على شاشتها بطريقة ليس لها أي دخل بإعاقته، مستغلين حاجته وضعفه وإظهاره بشكل مسيء، وإضافة موضوع ليس له علاقة بحالته الصحية التي أتى من أجلها. وطالب العجمي بالتعويض والاعتذار من المستشفى الذي أشرف على علاجه والقناة الفضائية التي استغلت مرضه لأغراضها الشخصية الدنيوية، متناسين الجانب الإنساني والأخلاقي، مناشداً الجهات المختصة بالنظر إلى حالته ومحاسبة المتسببين في ضياع مستقبله.