تصريح غريب لوزير الزراعة بأن على متوسطي الدخل أن يتوجهوا لشراء لحوم الدواجن بسبب ارتفاع أسعار اللحوم الحمراء، وأشار إلى أن زيادة أسعار الطلب على الدواجن ناتج عن زيادة أسعار اللحوم الحمراء، وتبرع بالتصريحات بعض الخبراء الاقتصاديين ربما من تجار المواشي بأن هناك زيادة 4.%.
ذكرني التصريح بما كان يقوله والدي رحمه الله في الأيام الصعبة "إننا نأكل اللحم من الضحية للضحية" بمعنى من عيد الأضحى إلى عيد الأضحى بلا تذمر وكان أهل نجد يجيدون طريقة للاحتفاظ، باللحم وتسمى "القفر" وقد ذكرني بها تصريح معالي الوزير وهو عبارة عن تجفيف اللحم بالملح ليحتفظ به إلى وقت الحاجة في بقية العام وهذه الطريقه تستعمل اليوم من باب الوجاهة وفي القديم تسمى "محيزر" وربما تشبه طريقة المصريين في "الفسيخ" وهي تجفيف السمك بالملح والسعوديون يعنون بأكل اللحم سواء أغناما أو حاشيا أو من الأبقار.
ولا أدري ما معنى تصريح غلاء اللحوم الحمراء، ولم تحدد هل هي لحوم الخرفان فقط. إن أولادنا ما شاء الله اعتادوا على الوجبات السريعة بما بها من لحوم لا نعلم مصدرها ولا يكتب في الغلاف ما يوضح محتوياتها. ولم تكن ثقافة الأكل متفقة مثل هذا الزمن بل اختلاف في الوجبات حسب المناطق في شبه الجزيرة العربية، ربما مشكلة لحم الخرفان بالذات لأنها ترد من العراق وسوريا وهي التي كان هناك اعتماد كبير عليها فهي من أجود وأطعم اللحوم فكان الإصرار على الخروف النجدي ثم النعيمي في العزائم، ثم دار الزمن وتم القبول بلحوم السواكن الواردة من السودان وإثيوبيا ومع هذا صرح مصدر مسؤول بأن هناك أزمة في دول المصدر من اللحوم سواء أفريقيا أو أستراليا وأيضا رومانيا وجورجيا ولم نكن ندرك أننا في حالة تنوع عالمي للحوم بالاستيراد يجعل ارتفاع السعر فجأة أمرا بالغ الصعوبة إلا عندما صرح الوزير كالتصريح التاريخي لزوجة نابليون عندما قالت من لا يجد الخبز فليأكل (الكيك أو الجاتو أو الكعك) حسب أي مفهوم.
ربما يكون الحل بتغيير النمط الغذائي برغبة من المواطن وليس بتصريح استفزازي أو حتى تعليق استفزازي فالرغبة في التنويع ليست حجة للتهويل والإعداد النفسي للغلاء كما حدث مع الرز منذ فترة. وإذا كان موسم الحج يزيد من الأسعار فهي فترة مؤقتة. في النهاية من يكسب هم التجار إن لم يراعوا الله في المكسب، وأيضا مربو الماشية ممن يقدم لهم دعم للأعلاف من أجل تخفيف التكلفة ويبقى على وزارة الزراعة أن تصدر بورصة أسعار يومية للمستهلك ليكون في الصورة، إضافة إلى متحدث إعلامي لنفهم أسباب الارتفاع والوسائل المبذولة للجمه.