كان غائبا عن البعض أن لقاء محتملا قد يجمع الأهلي بجاره وغريمه التقليدي الاتحاد في دوري أبطال آسيا، بعد أن سيطرت ردود فعل المعسكرين على اللقاء المؤجل بينهما في الدوري خلال الأسبوعين الماضيين.

اليوم، وبعد مرور أيام من قرار تأجيل ذلك اللقاء الدوري، هل مازال البعض يتحدث عن التأجيل، أم أنهم باتوا يتحدثون عن لقاءين تاريخيين سيجمعان الفريقين في نصف نهائي دوري أبطال آسيا بنهاية هذا الشهر؟.

ولا شكّ أن قرار التأجيل كان في مصلحة الناديين، ولم يكن في مصلحة فريق دون الآخر، وأكبر دليل على ذلك أن الفريقين استطاعا التأهل سويا من بوابتي جوانزو الصيني، وسباهان الإيراني!

ولعلّ أكثر ما يؤثر على رياضتنا، وكرة القدم على وجه الخصوص، هي الأحكام المتسرعة التي يطلقها الإعلام، ويتفوّه بها بعض رؤساء الأندية والعاملين فيها، وينقلها الإعلام دون بصيرة أو تمحيص أو قراءة متأنية!

كنت أتمنى لو أن القرعة لم تجمع الأهلي مع الاتحاد في هذا الدور، ليس لأن أحدهما غير مهيأ لمواجهة الآخر، فهما في وضعية تكافؤ قلّ أن تتوفر لهما في مباريات سابقة.

لكنني أصبحت أحزن على جمهور جدة كلما رأيتهم في استادها العتيق، فهذا الملعب لم يعد صالحا لهذه النزالات الكبرى، فجمهور أحدهما في مباراة دورية مع أحد فرق الوسط قد تعجز سعة الملعب عن استيعابهم!.

تلك هي الحقيقة، فكيف إذا كان اللقاء في دوري أبطال آسيا، وفي دور نصف النهائي المؤهل للمباراة النهائية، وعلى بعد خطوة واحدة من اللقب، ومن الوصول إلى كأس العالم للأندية؟.

إن مثل هذه المباراة التاريخية كان من المكن أن تقام على ملعب مدينة الملك عبدالله الرياضية، لو أن المشروع نفذ عاجلا، بدلا من هذا التأخير الذي دفعت جدة وعشاق الكرة فيها ثمنه سنوات طويلة!

وللخروج من مأزق هذا الملعب، ومقاعده التي لا تتجاوز الـ16 ألفا، فإنني أقترح أن يقوم اتحاد الكرة بعرض فكرة إقامة المباراتين المقبلتين على ملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية بضاحية الشرائع في مكة المكرمة، وأخذ رأي الناديين وموافقتهما.

وإذا ما تمت الموافقة على هذه الفكرة، فإن فرصة الحضور ستزداد إلى الضعف، لا سيما وأن سعة الملعب تتجاوز الـ30 ألف مقعد، والمسافة ليست بالأمر المزعج لجمهور الناديين، إذا ما عرفنا أن المسافة بين جنوب جدة وشمالها تصل إلى أكثر من 150 كيلومترا.

بل إن بعض الموظفين في جدة ومكة المكرمة يقطعون هذه المسافة بين المدينتين كل يوم ذهابا إلى أعمالهم وعودة إلى منازلهم، وعلى الناديين أيضا تسيير باصات من مقريهما إلى الملعب لمن يرغب في حضور المباراتين.

كل ما أرجوه أن يتبنى الإعلام تناول هذه الفكرة بنوع من المهنية، وسماع آراء المسؤولين في الناديين، مع وضع الخيارين للجمهور، إما إقامتها في ملعب جدة في وضعه الحالي وسعته الحالية، أو نقلها إلى ملعب الشرائع في مكة المكرمة. والرأي أولا وأخيرا لجمهور الناديين!

ذبذبات:

ـ لنجعل من الرياضة وتشجيع كرة القدم فرصة لإدخال البهجة والسرور علينا، ولنتعامل معها على أنها "لعبة" قابلة للفوز والخسارة، وليس أداة للتعصب البغيض الذي يؤدي إلى قتل النفس!

ـ رحم الله إداري نادي الاتحاد سالم الغامدي، فقد شاءت إرادة الله أن تكون "مباراة لفريقه" قدره، فاللهم اغفر له وادخله في رحمتك، واربط على قلوب أهله ومحبيه وألهمهم الصبر والسلوان.

ـ ما أحوجنا إلى التسامح والحب، ورفع شعار الرياضة القديم "تواضع عند الفوز وابتسم عند الخسارة"، فإن فعلت ذلك فرضت احترامك على الجميع، وكنت سببا في تغيير سلوكيات كل من حولك.