لو علم أهل الحاجة والعوز لما باتوا ليلتهم إلا في "جوف" سكاكا، حيث يجتمع "جميع" المسؤولين عن إعاناتهم وضماناتهم، يتقدمهم وزير الشؤون الاجتماعية برفقة وكلاء الوزارة التي تحمل "هم" خدمة المحتاج بـ "ضمانها" الذي يقترب حجمه الشهري من مليار ريال، ومساعداتها العينية والمالية، وبرامجها التوعوية والترويجية لذوي الأسر المنتجة، وإشرافها على الجمعيات الخيرية.
ولو علموا أن سكاكا تحتضن منذ أمس، مديري ومديرات مكاتب الضمان الاجتماعي للمشاركة في ملتقاهم السابع، لما ترجلوا عن راحلاتهم إلا في جوف الجوف، ولما ترددوا في حضور جلسات الملتقى ليس بحثاً عن الفائدة العلمية، بل حباً في معرفة الحقوق وشروطها وكيفية استحقاقها وآلية صرفها دون استجداء ودون انكسار.
لا يهتم مستفيدو الضمان الاجتماعي بمعوقات عمل الأسر المنتجة وخطط البرامج التوعوية والتثقيفية التي تقدمها فروع الوزارة، بقدر ما يهتمون بفهم حقوقهم وكيفية الحصول عليهم دون استجداء.. ولا تهمهم أوراق الجلسات التي تدبج بالكلام الكثير والتوصيات المثالية التي لا تعرف طريقاً للميدان، بقدر ما تهمهم مقابلة مسؤوليهم والاستفسار عن معاملاتهم ووقت إنجازها..!
لو جعلت وزارة الشؤون الاجتماعية لمستفيدي الضمان جزءاً من المشاركة في أوراق العمل التي تقدم في جلسات الملتقى لكانت إضافة إلى ما يقدمه الأكاديميون والخبراء، لمعايشتها الواقع وسبرها أغوار الحاجة ومعوقات العمل الحرفي، وبلا شك أن من بين تلك الأسر متعلمين معايشين لواقع أسرهم.. وعلى الأقل ستكون تلك المشاركات أكثر دقة من الاستبيانات والمسح التي تجرى أحياناً عبر الهاتف وعلى عينة صغيرة وتقاس على الكل!
لن يفهم المسؤول حاجة المحتاج وهو يسمع ممن يطالب بأن تكون إعانة "الضمان" شهرية بدل سنوية، دون أن يعي أن ذلك المطلب تحقق منذ 8 سنوات، أو يطالب بتحويلها إلى "البنك" بدل الصرف اليدوي.. الذي لم يبق له وجود.
(بين قوسين) وزارة الشؤون الاجتماعية بقيادة الدكتور يوسف العثيمين صنعت للوزارة "قيمة" عند المحتاجين، لكن حاجتهم وطموحاتهم لا تقف عند حد حتى ينتقلوا من خانة "الحاجة" إلى ركن "الاكتفاء" وهو أمر صعب.