المريض لا يلام أبدا حينما يبحث عن علاجه.. المريض في مرحلة ما يصبح كالغريق الذي يبحث عن قشّة ليتعلق بها. ولذلك لا يجب أن نلوم المريض أبدا حينما يعتقد بالرقاة، وأن الشفاء بيدهم وحدهم والعياذ بالله. الذي يجب أن يحاسب هم هؤلاء الرقاة الذين أُثروا، وتضخمت حساباتهم على حساب المرضى!

قبل أيام قرأت لقاء مع أحد الرقاة، الذي شدني هو أنه كان مطربا سابقا. ولا أعلم هل كان سيترك عالم الطرب والغناء لو وجد من يتبنى موهبته أم لا؟! الأكيد أنه بعد ثماني جلسات فنية فاشلة، تحول من العزف على العود.. إلى العزف على مخاوف النساء وضعاف العقول!

يقول المطرب الراقي - والراقي من الرقية وليس من الرقي - بعد أن افتتح عيادته، وترك جلسات الطرب والوناسة والهشك بشك: "يزداد عدد المراجعين في عيادتي من النساء والفتيات خلال موسم الصيف، حيث تكثر المناسبات والزواجات في صالات الأفراح، بعض النساء يحضرن إلي وهن متغشيات بالجن، والسبب يعود إلى أنهن يرتدن صالات الأفراح وهن متعافيات ويخرجن منها متلبسات بالعفاريت، بسبب التبرج الزائد عن حده، والتعري ينتج عنه التلبس"!

يا أيها المطرب الفاشل: أريد أن أفهم لماذا العفاريت لا يتلبسون سوى النساء البسيطات.. لماذا الجن لا يتغشّى سوى النساء الفقيرات.. لماذا لم نسمع عن عفريت يتلبس هيفاء وهبي، ونانسي عجرم، وأليسا؟!

لماذا لا نسمع عن "جني" يتغشى منى أمرشا، ومنى شداد، وميريام فارس، ومايا نصري؟!

كفاكم ضحكا على عقول البسطاء.. هناك ألف وسيلة للثراء وإشباع الرغبات، بعيدا عن آلام الناس وأمراضهم ومشاكلهم النفسية.