تصريح سعادة أمين المدينة المتربع على الكرسي لعقد من الزمن وفيه يقول إن حجم المشاريع في الخطة السابقة ناهز المليارات العشرة. هو أيضاً يقول إن العام القادم سيشهد تحول هذه المدينة إلى مدينة ذكية، لكن سعادة الأمين الهمام في تصريحه الأخير ينثر البشرى بقرب ترسية المرحلة الثانية من مشروع الصرف الصحي الذي سيغطي في النهاية ثلاثة أرباع المدينة. وما سأقبض عليه من حمى التصريحات ليس إلا المليارات العشرة وأحلام المدينة الذكية. أين ذهبت هذه المليارات العشرة في خطة خماسية واحدة وكيف ستكون هذه المدينة (ذكية) إذا كانت المرحلة الثانية من الصرف الصحي مازالت محل دراسات للترسية؟ فيم كانت هذه المليارات؟ وكيف سيكون عقل المدينة ذكياً إذا كانت أرجلها بلا تصريف لأبسط معايير البنى التحتية في شبكة الصرف؟

جمعت لكم أيضاً، تصريح سعادة مدير عام الشؤون الصحية في منطقة (ما) وهو يبشر بخمسة عشر ملياراً من حجم المشاريع في منطقته، لكنه في التصريح الأخير يبشر المواطنين باعتماد مركز لأمراض القلب سيكفي المئات مؤونة الذهاب مئات الأميال من التحويل إلى المنطقة المركزية على الخريطة. لكن سؤالي الخبيث: أين ذهبت هذه المليارات الزوجية ومن رقمين لكل منطقة إذا كانت كل منطقة من الأطراف تجبر مرضاها على طائرة الإخلاء الطبي إلى منطقة القلب، كلما خفق قلب مريض أو اختلت نبضاته؟ لماذا، ورغم كل هذه المليارات، يضطر المريض من أبها أو رفحا للسفر إلى – القلب – من أجل إبرة علاج كيميائي؟ لماذا لا تسافر الإبرة الكيميائية، رغم هذه المليارات، بدلاً من سفر مئات المواطنين إلى هذه الإبرة؟

جمعت لكم تصريح سعادة مدير التعليم في المنطقة الشمالية العزيزة جداً إلى القلب، وفيه يقول إن حجم مشاريع منطقته يقارب المليار من الريالات، لكنه في التصريح الأخير يبشر أيضاً أن العام القادم سيشهد أول مدرسة ذكية لا يحتاج فيها الطالب إلى قلم أو ورقة. لكن سؤالي الأخبث: لماذا، ورغم كل هذه المليارات سننتظر حتى العام القادم أول جهاز حاسوب لا يكلف أكثر من ألف ريال من خراج هذه الملايين المئوية؟

وبالطبع، بقي من مسؤولي هذه الخدمات العشرات وبالتأكيد لديهم من التصريحات ما ينطق بالملايين. أود أن أقول إن المليار أصبح (فزعة) ولم يعد بشارة. نحن معها ومع تصريحات هؤلاء المسؤولين مثل من يشتري (مشلحاً) من النوع الفاخر لتغطية كل شيء في رداءة الملبس ولكننا معهم أيضاً مثل من يمشي على الرمل الساخن بلا حذاء.