أفلام التفحيط على اليوتيوب هي الأكثر مشاهدة، والمشكلة هي أن المفحط لا يستمتع بهذه الشعبية لأنه – ببساطة – ميّت! ومن يتباهى بها هم أصدقاء المرحوم - الذين صوروا وحمّلوا الفيديوهات - ومشجعوهم الذين يذكرونك بجمهور المصارعة في روما القديمة، كانوا يذهبون الى الحلبة بكامل زينتهم ليستمتعوا بمقتل بعض المصارعين. الفارق الوحيد هو أن الجمهور الروماني لم يكن معرضا للقتل بعكس الجمهور السعودي! فما دام هناك شباب مستعدون للوقوف على حافة الموت من أجل الإثارة، وآخرون يتلهفون على مشاهدتهم وهم يموتون لذات السبب، لماذا لا نترك عنا الوعظ والإرشاد الذي لم يجد نفعا مع هذه الفئة منذ أكثر من أربعين عاما وننظّم هذه العملية، حتى تتحول إلى رياضة بدلا من لعبة القط والفأر التي تمارس بين المفحطين ورجال المرور لعقود من الزمن!

إن أفضل حل لمثل هذه الظواهر المستعصية هو السيطرة عليها من خلال الإسهام فيها وتنظيمها، لنقدم للعالم رياضة جديدة تسمى (التفحيط) أو سموها ما شئتم، تحت أعين السلطات وفي أندية متخصصة، وفق أعلى شروط السلامة المعروفة والمتبعة في الرياضات الخطرة بدلا من الموت المجاني لزهرة شباب البلد.

في مجتمعات أخرى يعتبرون حب المغامرة رأس مال، ومن هم على استعداد لتقديم أرواحهم للحظة إثارة هم أبطال يحصدون الملايين في سباقات السيارات، في الحلبات والراليات، بينما نسبة المخاطرة لديهم لا تساوي 10% من تلك التي يخوضها شبابنا مجانا كل يوم! وحين يموت أحدهم في سباق مثل البرازيلي (آرتون سينا)! يتحول إلى أسطورة. وأيقونة عالمية، بينما قتلى مفحطينا يصبحون (عبرة لمن اعتبر)!، حتى (الهبال) يمكن تقنينه، والاستفادة منه.