حمّلت مصادر دبلوماسية أميركية مطلعة الحكومة الإيرانية فشل مباحثاتها مع مجموعة(5+1)، في بغداد مؤخرا بسبب طلب طهران ربط المباحثات بإعطائها ضمانات تتعلق بوضعها في سورية ومملكة البحرين، مقابل التخلي عن برنامجها النووي، كاشفة أن المجموعة الدولية رفضت منطق الابتزاز السياسي من دولة في موقف ضعف وتعاني من ضغوط العقوبات الفردية والجماعية. وقالت المصادر" كان من الواضح أن طهران في حالة أزمة، لكنها تتعامل بغطرسة وبشكل بعيد عن واقع أنها دولة لديها أزمات خطيرة، وبدل أن تفاوض متجاوبة مع جهود روسيا التي ترغب في مساعدتها إلا أنها تفاوض على فرض سيطرتها على دول أخرى، وكأنها تعيش في أوهام الإمبرطورية الفارسية التي لن تعود أبداً". وأكدت المصادر أن المجموعة الدولية تحمل طهران نتائج فشل المفاوضات والوصول إلى طريق مسدود. وأضافت أن" انتهاء المفاوضات دون الوصول إلى أي نتائج بسبب ما يمكن الاتفاق على أنه غباء سياسي إيراني مبالغ به في توقعها أنها تفاوض من منطلق القوة، فيما نحن في الحقيقة من يفاوض من منطلق القوة الأممية، في محاولة مساعدتها للخروج من أزمة خانقة اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً وعزلة دولية تزداد يوماً بعد يوم في برنامجها النووي البدائي". وقالت إن" الضرر في حال تعرض إيران لعمل عسكري سيدخلها في أزمات إنسانية متلاحقة لن تكون قادرة على معالجتها لعشرات السنوات". وأشارت إلى أن محادثات بغداد تبين حقيقة العقلية الإيرانية البعيدة عن الواقع، من حيث رغبتها في الحصول على ضمانات تتعلق بفرض سيطرتها على دول مستقلة لا يملك المجتمع الدولي ولا الدول الأعضاء في مجلس الأمن الحق أو القدرة على إعطاء مثل هذه الوعود. وأضافت قائلة "حتى المندوب الروسي فوجئ بهذا الطلب."

وكشفت المصادر الأميركية أن محاولات روسية ثنائية مع الوفد الإيراني استهدفت تذليل العقبات بعد أن طلبت مسؤولة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاترين آشتون من الوفد الإيراني الصمت والتوقف عن الحديث بهذا الأسلوب الذي وصفته خلال الاجتماع بـ" الغباء السياسي والبعيد عن الواقعية"، مؤكدة عليهم عدم شرعية طرحهم لملفي سورية والبحرين في المباحثات، وطالبتهم بالتركيز على الملف النووي وعدم المراوغة. وأوضحت المصادر أن العرض الدولي كان محدداً وذا سقف منخفض وواقعي يتعلق بوقف إيران فوراً لتخصيب اليورانيوم وفتح منشآتها النووية أمام المفتشين مقابل حصولها على يورانيوم للأغراض الطبية وتخفيف القيود على استيرادها لقطع غيار الطائرات، فيما طلبت إيران بإزالة العقوبات الدولية المفروضة عليها فوراً، وخاصة حظر صادراتها النفطية ووارداتها من المشتقات النفطية وإعطائها ضمانات تتعلق بوضعها في كل من سورية والبحرين، مما أفشل المفاوضات.