بعد أيام تصل الباخرة "إستيل" إلى المياه الإقليمية الفلسطينية لترمي بحمولتها على شاطئ غزة.

مواد طبية، وغذائية، ومتضامنون من أنحاء العالم، يركبون البحر ويتعرضون للمخاطر ليتضامنوا مع شعب غزة المحاصر.

سبقت "إستيل" سفن كثيرة منها العربية والغربية والتركية. كلها جاءت لتفك الحصار عن القطاع الذي أدهش العالم بصموده.. كما أدهش مخيم جنين العالم بعناده الأسطوري.. كما أدهش الفلسطيني العالم أيضا بإصراره على حقه، والمطالبة بأرضه.. كما أدهش العجوز الفلسطيني دول الشتات باحتفاظه في صندوقه الخشبي الذي جاء به من عكا، بمفتاح بيته الذي أكله الصدأ وبصك ملكيته الذي لا يجد دائرة رسمية لتسجيله.

المنظمات المدنية الإسرائيلية هي من تكشف عن الممارسات اللاإنسانية التي ترتكبها قوات الاحتلال، بعد أن ترفعت القيادة الفلسطينية عن شؤون وشجون شعبها، وحصرت مشكلاتها بين أيهما أولى بالاهتمام: الدولة الفلسطينية على أرض الضفة وغزة، أو أرض فلسطين التاريخية من البحر إلى النهر؟

تغاضت القيادة الفلسطينية بشقيها رام الله وغزة، عما تعده إسرائيل، من مؤامرات تستهدف ما تبقى من عرب "الخط الأخضر"، وما تعده من مؤامرات لتهجيرهم، مع من تبقى في القدس الشرقية، لإضفاء الصفاء اليهودي على المدينة المقدسة، استعدادا لإعلان الدولة العنصرية الطائفية، وتكريس دولة " الأبارثييد" والتماهي مع دولة الفصل العنصري التي كانت سائدة في جنوب أفريقيا.

يمكن لإسرائيل أن تفرض ما تشاء، بقوة السلاح، ولكن لا يمكنها منع ظهور نلسون مانديلا في فلسطين.