تباينت آراء مجموعة من التربويين حول أخلاقية تصوير ونشر بعض إجابات الطلاب والطالبات المضحكة من خلال برامج وموقع التواصل الاجتماعي، حيث يرى البعض أنه يتسبب في السخرية من الطالب، وقد ينعكس على نفسيته، فيما يرى آخرون أن الموضوع مفيد وليس به أي سخرية.

المعلم سلطان البسطي وصف هذه الظاهرة بأنها "مضحكة ومبكية" وقال" بعض المعلمين يرى في هذه الرسائل تنفيساً له مما قد يعتريه من الإجابات التي يخيل لك أنها استفزازية، هذا من الجانب المضحك، أما الجانب المبكي فإن هذه الصورة قد تقع في يد صاحب الورقة فماذا سيحمل من نظرة لذلك المعلم؟ أما المضحك في الطلاب فإن أمثال هذه الإجابات تعكس فكرة لا تدع الورقة بيضاء والمبكي أنها تنم عن فقدان قدرات الذكاء عند صاحبها".

كذلك المعلم هشام الدهاش قال "للأسف انتشرت هذه الظاهرة منذ سنتين وتسابق في كتابتها الطلاب وتسابق في تصويرها ونشرها المعلمون مع تطور الأجهزة الذكية ووسائل الاتصال والتواصل، وذلك راجع لعدم وجود رادع للطلاب المستهترين وغير المبالين من حرمة الاختبار وورقة الإجابة، وبعض المعلمين قلل من كونها قضية أخلاقية خطيرة وأنها لا تؤثر على الطلاب إطلاقا.

المرشد الطلابي بثانوية الأبناء الأولى بتبوك حسن اليامي طالب وزارة التربية والتعليم بتعميم يمنع نشر إجابات الطلاب باعتبارها سخرية، وقال :"كثيرة هي أخطاء الطلاب في الاختبارات ولكن من الأمانة على المعلم أن لا يجعلها حديث المجتمع فقد تدخل في نطاق السخرية، وعلى وزارة التربية تعميم منع تسريب إجابات الطلاب، فقد يصدم الطالب بانتشار إجاباته بين الناس والسخرية منها".

معلم اللغة العربية علي الجدعان يقول "لقد مر علي الكثير من هذه الأخطاء خصوصاً في مادتي الإملاء والتعبير سابقا، ولا أظن أن نشرها يضر بالطالب بل قد يفيد في اطلاع الطلاب والآباء عليها لعدم تكرارها وهي قد تكشف عن جزء من عقلية الطالب السعودي".

مدير فرع الثقافة والتعليم بمدارس الأبناء بتبوك خالد نوح لفت إلى ضرورة الانتباه لإجابات الطلاب الإبداعية، محذراً من التسرع في الحكم على بعض الإجابات بأنها خاطئة، وقال "هناك في الغالب إجابات غير منطقية من الطلاب ولكن على المعلم أن يتنبه، فقد تكون إجابة طالب بعيدة كل البعد عن الإجابة، وتكون الإجابة عن عدم فهم أوعدم مبالاة... ولكن هناك طلاب موهوبون سوف تكون إجاباتهم بالتأكيد غير نمطية أو قد تكون غير مألوفة".

ويضيف نوح بأن أغرب ما صادفه خلال عمله من هذه الإجابات، إجابة أحد الطلاب على سؤال المعلم: هل كنت ستؤمن بالرسالة المحمدية في بدايتها؟ فكانت إجابة الطالب إبداعية وعلى العكس مما كان يتوقع المعلم، حيث بين أنه يجب عليه أن يفكر بجميع الظروف التي ستواجهه في ذلك الوقت من الأسرة والقبيلة والأصدقاء.