المرشد السابق للإخوان اتهم بعض الأنظمة العربية بأنها صهيونية أكثر من الصهاينة، وبعد ثورة 25 يناير قال: "لن نترشح للرئاسة الآن خوفاً على الوطن، لأن أميركا والغرب والعلمانيين ضدنا".

من يراجع أدبيات الفكر الإخواني على مدى السبعة عقود الماضية سيجد أنها ترتكز على قاعدة كراهية الغرب – الكافر - فالداعية الإسلامي الإخواني لا يكاد يعتلي منبره إلا ويُذكر الجمهور بأن هناك هجمة غربية صليبية شرسة على المسلمين، وأن معارك اليوم ليست ضد الإرهاب، بل هي ضد الإسلام، وأن الأنظمة العربية تابعة للغرب، وتسهم كثيرا في التنكيل بالإسلاميين ناهيك عن المثقفين التغريبيين الذين يروجون للفكر الغربي تحت عناوين حقوق الإنسان، والحداثة، والتنوير، والمرأة.

أما اليوم وقد أصبح الإسلاميون في السُلطة، فقد تغير الخطاب، يقول أحدهم: ماذا تكون قفزة "فيلكس" بجانب القفزة الإخونجية؟! "فيلكس" سقط من الفضاء والإخوان سقطوا من الزمن، فبعدما كانوا السادة في مناهضة الغرب "الكافر" أصبحوا اليوم يتوددون إليه ويحرصون على صداقته، اليوم باتوا يتحدثون عن احترام المعاهدات الدولية، وقد كانوا في الماضي يُطالبون بإلغاء معاهدة "كامب ديفيد"!

هُم بالأمس كانوا يطالبون بمقاطعة البضائع الأميركية وطرد السفير الأميركي بعد الرسوم الكاريكاتورية المسيئة، واليوم يقودون الحملات الإعلامية لتحسين صورة أميركا وتبرئتها من مسؤولية الفيلم المسيء!.

اليوم تجدهم يسعون للاقتراب من صندوق النقد الدولي بكل فوائده، بعدما كانوا يرونه رباً محرماً! كانوا في الماضي يهاجمون النظام السابق ويتهمونه بالتبعية، الآن يتحدثون عن رعاية المصالح الوطنية!. إنه منطق السُلطة وكما يراه البعض "براجماتية".

الإخوان يدافعون عن تعاونهم مع أميركا بحجة أنها علاقة مصالح مشتركة تقوم على الاحترام المُتبادل، ويُقرون بأنها مختلفة تماما عن علاقة النظام السابق الذي كان خانعاً للغرب، وهو ذات ما كان يردده النظام السابق في مصر وليبيا وتونس واليمن!

أما الأصوليون الذين يُشكلون معارضة للإخوان في تقربهم للغرب، فيستخدمون ذات اللغة تقريبا التي كان يرددها الإخوان سابقا حينما كانوا في المعارضة، الإسلاميون الحركيون أصحاب خبرة واسعة في فنون المعارضة، عبر استثارة العاطفة الدينية في الاحتجاجات وتهييج الجماهير، لكن تنقصهم الخبرة في التعامل مع المُختلف السياسي، وخيرا فعل "خالد مشعل" مؤخرا في أحد المؤتمرات عندما صرح "بأن الحُكم أعقد مما كان يتصور"، وهذا هو المطلوب من الإسلاميين اليوم النقد الذاتي وشجاعة الاعتراف بأخطاء الماضي، والتأكيد بأن مشاكل السُلطة لا بد أن تتسع للجميع من غير إقصاء، وخصوصا بعد تصاعد المخاوف في مصر من سياسة (الأخونة) الزاحفة على أغلب مرافق الدولة، وأهمية الاعتراف بأن الأنظمة السابقة والحالية كانت تحترم قيم الشريعة، وإن خالطها فساد كبير واستبداد، وحقيقة المسار الصحيح، إنما يكون بتعميق التوجه الديموقراطي وتعزيز الدولة المدنية.

أختم مقالي بهشتاق مصري مضحك بعد قفزة "فيلكس":

1- الإخوان أول من دعا لقفزة "فيلكس".

2- نهضة دي ولا مش نهضة يا متعلمين يا بتوع المدارس.

3- لا (لأخونة) القفزة.