يقول التقرير الصحفي الذي قدمه لنا زميلنا المتألق تركي الصهيل إن وزارة الإسكان، أفصحت عن أن أكثر من نصف الوحدات السكنية في المملكة تعاني "التكدس"!

وتعتبر الجوف أعلى المناطق السعودية بمعدل 8.6 نسمات في المنزل الواحد.. وفي المرتبة الثانية جاءت حائل والحدود الشمالية - بالتساوي - في عدد الأفراد في المنزل الواحد بـ7.7 نسمات لكل منهما.. ثم القصيم حيث يصل عدد السكان لـ7.3 نسمات، بعدها نجران بـ 7.2 نسمات.

أنا على يقين أن هذا التقرير سيغضب كثيراً من "كبار السن" في تلك المناطق، لأنهم سيعتبرونه مجافياً للحقيقة وغير موضوعي!.. ولو سألتهم السبب، سيقولون لك إن الذي قام بذلك البحث لا يفهم طبيعة المجتمع في تلك المناطق؛ على اعتبار أن الأمر يعتبر ترابطا أسريا أكثر من كونه تكدسا.. في كثير من الأسر في تلك المناطق لا يخرج الشاب من منزل الأسرة إلا للضرورات كأن يتزوج ولا يجد متسعاً في المنزل أو غير ذلك.. وحتى عندما يتفرق شمل الأسرة تجدهم جوار بعضهم، ولذلك لا تستغرب إن وجدت أربعة منازل متجاورة لأربعة أو خمسة أشقاء، بل إن هناك أحياء في بعض تلك المناطق وعلى رأسها الجوف والحدود الشمالية تعرف بأسماء أسر معينة..

وعلى أي حال سواء كان تكدسا كما تقول "وزارة الإسكان" ، أم ترابطا أسريا كما سيقول "كبار السن" ، فالذي يهمني ما الذي قدمته وزارة الإسكان دون أي ثمرة تستحق الذكر؟!

أقترح على وزارة الإسكان عقد ندوات لتعزيز الترابط الأسري حتى تخرج من المأزق الذي تعيشه للحد من تفاقم مشكلة السكن.. ولا بأس أن تستعين بعدد من كبار السن الذين أصبحت منازلهم أشبه ما تكون بالفنادق التي تعج بالبشر؛ حتى لا يتفكك الترابط الأسري؟!

ولا بأس حينذاك من تسميتها وزارة الإسكان والترابط الأسري!