تفاقمت أزمة الأسمنت في عدد من محافظات شرق منطقة عسير لاسيما محافظتي ظهران الجنوب وسراة عبيدة للشهر الثاني على التوالي خاصة بعد رفض المسؤولين في شركة أسمنت نجران إعطاء أي كمية للموزعين المعتمدين لدى الشركة في منطقة عسير بحجة إعطاء الأولوية في التحميل لعملاء الشركة في منطقة نجران مما سمح بنشوء سوق سوداء تقوم عليها عمالة متخلفة وصل فيها سعر الكيس المهرب من منطقة نجران إلى 25 ريالا.
الرئيس التنفيذي لشركة أسمنت نجران الدكتور أحمد زقيل أوضح في رده على أسئلة الوطن حول موقف الشركة من تفاقم أزمة الأسمنت في محافظات شرق منطقة عسير، بقوله إن الشركة ملتزمة بإعطاء الأولوية في التحميل من وحدة الطواحين بعاكفة لعملاء منطقة نجران وذلك حسب ترتيبات معينة مع فرع وزارة التجارة والصناعة بمنطقة نجران وبناء على توجيهات من إمارة المنطقة بإعطاء المنطقة الأولوية في التحميل وبيع الفائض إن وجد للمناطق الأخرى.
وأضاف نظرا للطلب العالي على مادة الأسمنت في منطقة نجران فقد أدى ذلك إلى استهلاك معظم الإنتاج اليومي لوحدة الطواحين داخل منطقة نجران وبالتالي انخفضت حصة المناطق الأخرى.
ودعا عملاء الشركة في منطقة عسير بالذهاب إلى مصنع الشركة بسلطانة حيث إن الطاقة الإنتاجية ضعف طاقة وحدة الطواحين.
رد زقيل لم يقنع موزعي منطقة عسير لدى الشركة حيث أجمعوا على أن البيروقراطية التي تتبعها الشركة في تصنيف مواطني الوطن الواحد غير صحيحة فمن حق أي مواطن الاستفادة من منتجات الشركة بغض النظر عن مكان سكنه.
فيما ذهب آخرون بالقول إنهم وقعوا بين سندان فرع وزارة التجارة بعسير ومطرقة أنظمة شركة أسمنت نجران، فالأولى دورها سلبي في إيجاد حلول عملية لمعاناة المواطنين مع أزمة الأسمنت في حين سياسة شركة أسمنت نجران خاطئة بتخصيص منتجاتها لمنطقة واحدة خاصة وأن وحدة الطواحين في عاكفة تقع ضمن الحدود الإدارية لمنطقة عسير.
أحد الموزعين المعتمدين ويدعى أحمد محمد غاصب حمل شركة أسمنت نجران المسؤولية الكاملة عن انقطاع الأسمنت عن محافظات شرق منطقة عسير خاصة ظهران الجنوب التي لا تبعد عن محطة عاكفة غير 30 كلم.
وقال غاصب إن قرار تخصيص الشركة منتجاتها لمنطقة نجران أضر كثيرا بالموزعين وانعكس سلبا على المستهلكين وطالب بضرورة تدخل الجهات المعنية في منطقة عسير لحث شركة أسمنت نجران لنقض قرارها وفتح منافذ جديدة لبيع الأسمنت على موزعي عسير ومن جهة أخرى وقف تصدير أسمنت نجران لمحافظات شمال عسير وحث موزعيها بجلب الأسمنت من مصانع أسمنت الجنوبية في بيشة وجازان.
بدوره أكد علي ظافر آل زاهر توقف عملية البناء في منزله الخاص للشهر الثاني على التوالي نظرا لانعدام مادة الأسمنت في السوق وقال إنه اضطر لشراء كمية من الأسمنت المهرب من منطقة نجران بسعر 25 للكيس الواحد، وأضاف أن تفاقم أزمة الأسمنت تسببت في توقف الحركة العمرانية وتوقف المشاريع الحكومية في ظهران الجنوب كما تسبب نفاد الأسمنت في ارتفاع أجور عمال البناء وزيادة أسعار خلطة الأسمنت "البمب" حيث وصل سعر المتر الواحد 240 ريالا.
وطالب آل زاهر بضرورة فتح منافذ بيع جديدة لمحافظة ظهران الجنوب التي لا تصلها إلا كميات قليلة جدا من أسمنت نجران، وقال ما المانع في أن تعامل محافظتهم معاملة محافظات منطقة نجران خاصة وأن وحدة عاكفة تقع ضمن الحدود الإدارية لظهران الجنوب.
وأضاف أن ما زاد من معاناتهم هو منع الجهات الأمنية في منطقة نجران دخول أي كمية من الأسمنت حتى ولو خمسة أكياس مما زاد من معاناتهم مع أزمة شح الأسمنت في محافظتهم الحدودية.
من جهته قال مسفر بن مسرع القحطاني "موزع معتمد" إن شاحناته مر عليها أكثر من 25 يوما في مقر محطة عاكفة حيث لا يزال مسؤولو الشركة يعطون الأولوية وبشكل غير نظامي لموزعي منطقة نجران، وأضاف القحطاني من الظلم أن يباع كيس الأسمنت في نجران بمبلغ 14 ريالا فيما يباع في ظهران الجنوب بمبلغ 25 ريالا وفي سوق سوداء يقوم عليها بعض المخالفين لتهريب الأسمنت عبر طرق وعرة.
ولفت القحطاني إلى أن المشاريع الخدمية والتنموية توقف معظمها بسبب شح الأسمنت بل وانقطاعه لعدة أسابيع.
المواطن سالم كزمان طالب بغلق مكتب الغرفة التجارية بعسير في ظهران الجنوب التي لا دور لها في التفاعل مع المشاكل التي يعاني منها مواطنو ظهران الجنوب، وقال آل كزمان إذا كان دور المكتب ينحصر في جمع الغرامات وتحصيل المبالغ المالية لدى فتح المحلات التجارية فلا نريد بقاءه فالبلدية قادرة على القيام بهذا الدور.
كما طالب آل كزمان مسؤولي الغرفة التجارية بعسير بضرورة اتخاذ موقف مشرف ومؤثر لحل أزمة انقطاع الأسمنت عن ظهران الجنوب وقال ما المانع أن يكون هناك تنسيق بين غرفتي عسير ونجران حول اتباع آلية موحدة في عملية التوزيع بحيث تكون هناك عدالة في التوزيع.