اتهمت الفنانة التشكيلية العمانية عالية الفارسي ماسمته بعض القيود المفروضة والعادات والتقاليد، بتسببها في تقييد إنتاج الفنان العماني ، واصفة الفنانين السعوديين بأنهم ذوو مستوى عالٍ وأن المشاركات الدولية لهم قوية جدا وهناك أسماء يُفتخر بها وتتابع مشوارهم الفني أولا بأول، أما بالنسبة للفنانات السعوديات فرأت أن هناك أسماءً معروفة على الساحة الفنية ولكن ليست بالعدد الكافي، لكن صعوبة خروج المرأة للمشاركة في الخارج تحد من ظهور بعض الفنانات .

و خلال حديثها إلى "الوطن"، فور انتهاء معرضها في اليابان، بمناسبة مرور 40 عاما على العلاقات العمانية اليابانية، قالت: شاركت بـ40 لوحة، تقدم في جزئية من التراث العماني، ففي معرضي الأول كان التركيز على النقود العمانية القديمة والمعرض الشخصي الثاني كان على الأقمشة والزي المستخدم في الملابس النسائيه والمعرض الشخصي الثالث على البراقع، أما معرض اليابان فكان التركيز على الحزام الذي يلبسه الرجل العماني لحمل الخنجر، فقط اقتنيت مجموعة من الأحزمة الأثرية التي تباع في سوق مطرح القديم وهي ذات قيمة لأنها أثريه ومشغولة باليد بخيوط الفضة ومع بعض المعالجات والإضافات اللونية كانت اللوحات.

وتجنح الفارسي إلى عنونة معارضها إبداعيا مثل "تعبد في القمة، فضاءات الخلود، ورسائلي إلى السماء" وترى أنها عناوين تحمل قدرا من الصوفية والروحانية التي تعيشها مع لوحاتها، فمعرض "تعبد في القمة" اسم اللوحة الرئيسة في المعرض وهي لوحة لامرأه متعبدة في خلوة مع نفسها وربها ، أما "فضاءات الخلود" فهو تأثربملحمة جلجامش ، ومعرض "رسائلي إلى السماء" هو رموز وكتابات موجودة في لوحاتي

وعن جمعية الفنون التشكيلية في عمان ذكرت الفارسي أنها تابعة لديوان البلاط السلطاني وهي تدعم الفنانين التشكيليين من خلال المشاركات الداخلية والخارجية ولديها الكثير من الأنشطه والفعاليات على مستوى دولي، وأيضا هناك العديد من الفنانيين التشكيليين العمانيين شاركوا في فعاليات دولية وحصلوا على جوائز مرموقة ومراتب عالية في تنافس عالمي وهذا دليل على أن المستوى جيد في السلطنة.

وأضافت الفارسي بعد زيارتها لليابان منتقدة الواقع المحلي عربيا تجاه المواهب : وجدت أننا نحتاج إلى الكثير من الوقت لنصل إلى مستويات عالية، في اليابان توجد جامعة اسمها "جوشيبي" وهي متخصصة بالرسم عمرها أكثر من 100 عام، وهي للبنات فقط وتبدأ من المرحله الإعدادية والثانوية ثم الجامعة، مستويات الرسم فيها جدّ عالية، وأتمنى أن توجد في الوطن العربي جامعة واحده بذلك المستوى.

وتزورالفارسي منذ الصغر المتاحف العالمية، لتتعلم منها وتطلع على الثقافات الأخرى، حسب قولها ، وكانت ومازالت ترى الفرق بين مرتادي المتاحف في الدول الأخرى وبين مرتاديها في الدول العربية وتوضح قائلة: في أوروبا لا ترى الجاليات العربية في المتاحف، إنما في المقاهي والمحلات التجاريه فقط، وهذا الفارق يتجلى حتى على مستوى النقد، فالناقد ينقد العمل ليرفع من مستوى الفن والفنان لكن أغلب نقادنا في الوطن العربي يحبون أن يبرزوا الجانب السلبي فقط دون ذكر الجانب الإيجابي، لقد اجتمعت مع نقاد كثيرين خلال مسيرتي الفنيه لأنني أحب أن أسمع وجهة نظرهم في أعمالي ، فوجدت الفرق كبيرا بين النقاد العرب والنقاد الأجانب، مع الأسف الأغلب وليس الجميع من النقاد العرب بعد نقدهم أشعر بإحباط وعدم استفادة بعكس الناقد الأجنبي الذي يقول لي الجانب السلبي مع التوضيح والأسباب ولماذا؟ وأيضا الجانب الإيجابي وأخرج بفكر آخر واستفادة وأطور من طريقة الرسم وطريقة استخدام الألوان.