يضفي السجال الذي يشهده الشارع المصري بظلاله على موقف كل من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، إذ يفضل الاثنان فوز المرشح أحمد شفيق في سباق الرئاسة.

بالنسبة لإسرائيل سيوفر فوز شفيق في الانتخابات بعض الطمأنينة بعد شهور من القلق بسبب الإطاحة بمبارك وهي فترة من انعدام اليقين أثارت شكوكا بشأن قابلية استمرار اتفاقية السلام التاريخية بين مصر وإسرائيل الموقعة في عام 1979.

أما بالنسبة للزعماء الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة فإن فوز شفيق سيمثل دعماً لهم في الصراع الطويل مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) التي انبثقت عن الإخوان المسلمين والتي تسيطر على قطاع غزة. إلا أنه في ظل هيمنة الإسلاميين على البرلمان المصري يدرك نتنياهو وعباس أنه لن تكون هناك عودة للموقف الذي تبناه مبارك وكان يوفر لهما غطاءً قوياً في الداخل والخارج.

ويشهد الشارع المصري دعوات لاستعادة الثورة التي سرقت بعد صدور الأحكام على مبارك وأعوانه، والتي لم تشف غليل أهالي الضحايا والثائرين. إذ أفلت من حكم الإعدام كما برئ مسؤولي الأمن الذين حوكموا معه في القضية لعدم كفاية الأدلة وهو ما دفع كثيرين الآن للاعتقاد بأن الرئيس السابق قد يحصل على البراءة أمام محكمة النقض.

ويواجه عدد كبير من المصريين صوتوا لصالح مرشحي الوسط في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية اختيارا صعباً بين محمد مرسي مرشح حزب الحرية والعدالة وأحمد شفيق وهو قائد عسكري سابق مثل مبارك.

وتعد جولة الإعادة هي الخطوة الأخيرة قبل أن يسلم المجلس العسكري الذي يدير شؤون البلاد منذ الإطاحة بمبارك السلطة رسمياً لرئيس جديد في الأول من يوليو.

وباتت الانقسامات في الشارع المصري أكثر وضوحاً مع بدء العد التنازلي لإجراء الاقتراع. وبينما تظاهر آلاف في التحرير الليلة الماضية يطالب البعض بمقاطعة الانتخابات ويجادل آخرون مع إسلاميين حول تأييد مرسي من عدمه.

وقالت حركة 6 أبريل وأحزاب وجماعات ليبرالية ووسطى في دعوتها لمليونية اليوم إنها تريد تأجيل الانتخابات الرئاسية إلى حين تمرير قانون العزل الذي سيمنع شفيق من خوض الانتخابات.

فيما أعلن الإخوان المسلمون الذين باتت لديهم فرصة للفوز برئاسة مصر بعد عقود من القمع أنهم سيشاركون في الاحتجاج لكنهم لم يدعوا لتأجيل الانتخابات.

وبدلا من ذلك يركز الإخوان مطالبهم على إعادة محاكمة من يتهمونهم بقتل المتظاهرين ومحاكمة شفيق ويرفضون أي محاولة "لإعادة إنتاج النظام القديم".

ولم تتمخض المحادثات الجارية بين مرسي وكل من حمدين صباحي وعبدالمنعم أبو الفتوح عن تأييد صريح لمرشح حزب الحرية والعدالة حتى الآن.

وأعلن صباحي وأبو الفتوح أن الانتخابات باطلة بسبب تجاوزات مزعومة وطالبا بتشكيل مجلس رئاسي يضمهما.

ويقول الإخوان المسلمون إن هذا المجلس لن يكون دستورياً لكن مرسي أبدى استعداده لتعيين نائبين من خارج الإخوان.

وتصل نسبة الأصوات التي حصل عليها صباحي وأبو الفتوح في الجولة الأولى إلى نحو 40%من أصوات الناخبين وقد تكون ضرورية لفوز مرسي بالرئاسة.

أما أنصار شفيق فقد نأوا بأنفسهم عن الأضواء. ومن بينهم ليبراليون وأقباط يخشون أن يقيد الرئيس الإسلامي الحريات ويقيم دولة إسلامية.

وقال أحد النشطاء من حملة شفيق إن أنصاره سينظمون مسيرة بالسيارات في أحد أحياء القاهرة لإظهار مساندتهم له ويرون أنه يحظى بدعم الجيش وسيكون قادراً على الوفاء بوعده بإعادة الأمن.