ارتبطت إنجازات الكرة السعودية في السنوات السابقة بلاعبين كبار أثروا ملاعبنا بمستويات متميزة وعطاءات كبيرة مقرونة بحماس كبير في زمن كانت الكرة حبهم الأول وهوايتهم المفضلة، وبعد إقرار تطبيق نظام الاحتراف لدينا امتزج ذلك مع مفاهيم الاحتراف وإن كان بشكل نسبي إلا أن لاعبي ذلك الزمان اعتبروه تتويجا لعطاءاتهم وتحقيقا لحلم طال انتظاره.
وبعد اعتزال هؤلاء، واختفاء الشغف نحو كرة القدم ودخول رجال أعمال وأصحاب ثروات مجال كرة القدم بحثوا عن تحقيق البطولات وتسجيل أسمائهم في السجل الشرفي من أقصر الطرق بشراء اللاعبين بأثمان لم نكن نعهدها، واستخدموا إحدى أدوات الاحتراف بشكل بشع أدى لظهور أجيال من اللاعبين تسعى للمال أولا وأخيرا قبل أن يكون لها أي بصمة مؤثرة أو إنجاز ذي قيمة.
نشاهد كثيرا من اللاعبين يقدمون مستويات مميزة لأنديتهم مقرونة بجهد كبير يلمسه القاصي قبل الداني، لكن حين يلبسون شعار الوطن يختفي ذلك، ونراهم أشبه بفريق هواة يمارسون الكرة لأول مرة، هذا التفاوت في الأداء يدفعنا للسؤال، هل كان نظام الاحتراف لدينا نعمة أم نقمة؟
الجواب، أن نظام الاحتراف إذا ما طبقت مفاهيمه وتمت ممارسة متطلباته فإنه أداة محفزة لتطور المستوى وارتقاء الأداء تدريجيا حتى نصل تصنيفا متقدما مع الدول الأخرى التي تطبق نظام الاحتراف ولكم في اليابان خير مثال من دولة كانت بلا وجود كروي حتى أصبحت اليوم تقارع اعتى المنتخبات العالمية.
ولكن مع استمرار تطبيق نظام احتراف أعوج لدينا يقوم على دفع الملايين لأشباه لاعبين لا يستطيعون أن يقدموا الفائدة لمنتخباتنا فإن الضرر سيستمر والانحدار سيتواصل لأن الهدف المنشود وهو إيجاد منتخب وطني قوي أصبح ضربا من الخيال وطالما الهدف قد قضي عليه فاستمرار الاحتراف بالشكل الحالي يصبح هدرا ماليا غير مبرر، ولا بد من تقنينه أو البدء من جديد في تطبيق نظام الاحتراف بالشكل الصحيح.
وإذا أمعنا النظر في أنديتنا، فكم منها يؤدي لاعبوه الآن تدريبات صباحية ومسائية؟ وكم ناديا لديه إدارة متخصصة في شؤون كرة القدم ممن مارسوها سابقا وقرنت بدراسة نظرية في مجال كرة القدم؟ وغيرها كثير من الأسئلة، والجواب الأكيد أنه لا يوجد لدينا أي ناد يطبق مفاهيم الاحتراف وإن طبقت لفترة تجدها تتراجع وتعود من جديد لممارسة أساليب إدارة اللاعبين الهواة.
لا أريد أن أكون سوداوي النظرة، لكنها الحقيقة التي تطل لنا بوجهها البشع، وتؤكد أن علتنا ستطول لأننا لا نعمل بشكل صحيح ولا بقدر كاف.
عناوين أخيرة:
شوط أول باهت لديربي الغربية الآسيوي وننتظر الأفضل في الشوط الثاني الأربعاء المقبل.
استمرار الأحوال في اتحاد الكرة وبقاؤه دون رئيس منتخب يجعل المفاجآت مستمرة من لجانه المختلفة، وآخرها ما ظهر عن لجنة الانضباط وتفاوتها في تطبيق العقوبات وتأثير ميول أعضائها على قراراتها.
منذ وقع أسامة هوساوي لنادي أندرلخت البلجيكي والشائعات والأخبار المحبطة تتداول عن نية ناديه الاستغناء عن خدماته فهل هذا هو الدعم والتشجيع الذي يستحقه منا؟
أساطير الخليج الذين تم الاحتفاء بهم هم نجوم كبار ولكن السؤال أليس فيصل الدخيل وفتحي كميل من أساطير الكويت، وصالح النعيمة وسامي الجابر وخالد مسعد من أساطير السعودية، للأسف أن مسمى الحفل لا يتناسب كثيرا مع مضمونه.
كل عام وأنتم بخير بمناسبة عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم باليمن والخير والبركات.