العنوان هو مطلع أغنية شهيرة لفنان العرب محمد عبده الذي كنا نتابع حنجرته، فأصبحنا نصيخ السمع إلى دقات قلبه - شفى الله أبا نورة - أما داعي تعديل جملة (صمت الشفايف) إلى (نفخ الشفايف)، فهو ما استشرى هذه الأيام بين الفنانات العرب من نفخ وشفط وتكبير وتصغير، وشدّ، وتغيير أصباغ، وكل أعمال السمكرة التي بلغت حدا أصبحنا نتساءل معه، هل هذه التي تطل علينا من الشاشة أنثى أم (فوتو شوب)! والسمكرة في علم (الصناعية) هو كل تعديل أو إصلاح يتعلق بالهيكل الخارجي للمركبة، عكس الميكانيكا التي تهتم بجوهرها، ولا يهتم بها أحد من فنانينا وفناناتنا.

أنا فعلا خايف أشد الخوف من أن يستمر نفخ الشفايف خاصة مع ظهور التقنيات ثلاثية الأبعاد التي سوف تخرج لنا هذه (البراطم) من الشاشة لتبتلعنا في بيوتنا!

إحدى الفنانات الخليجيات يخيّل إليّ أنها أصبحت تغير شكل شفتيها مع تغيّر الفصول الثلاثة، واستثنيت الخريف لأنه هو ما تهرب منه! وهذا يقودني إلى معنى الجمال الذي حيّر الفلاسفة منذ سقراط الذي قال: "الذكاء يحول القبح جمالا في حين لا يستطيع الجمال إصلاح الجهل"، وحتى الفيلسوف الإنجليزي ديفيد هيوم: "الجمال ليس خاصية في ذات الأشياء، بل في العقل الذي يتأملها"، وأصدق تعريف للجمال هو ما اختصرته المخيلة الشعبية في المثل المعروف: "الزين زين لو إنه قايم من النوم"، ولو طبقنا هذا المثل لأصبح الزين نادرا، وهنا تكمن قيمته، فلو تمكن (الخيميائيون) من تحويل النحاس إلى ذهب لوجدته اليوم مكدّسا في محلات (أبو ريالين).