لم يكن "صرحا من خيال"، كان حقيقة ولكنه هوى، كوبري بريمان تاريخ ارتبط بجدة وشرقها 30 عاما، عايش خلالها الكوبري الهزاز - كما يطلق عليه البعض - مراحل تطور المدينة وانتقالها من كتلة صغيرة محصورة في الوسط إلى التوسع شمالا وشرقا. وسمي الكوبري بهذا الاسم نظرا لوقوعه في طرف الوادي الشرقي لما كان يسمى بضاحية بريمان، وشهد زحاما يوميا بسبب أهميته طيلة السنوات الماضية.

هذا الطريق لم تكن ذكرياته جميلة لدى الجداويين، فبالرغم من الزحام الكثيف أعلى الجسر بصورة يومية، فقد كان الجسر الوحيد الذي تعبره صهاريج الصرف الصحي المتجهة إلى ما يعرف بـ"بحيرة المسك" التي اختفت، فيما توصل جهته الغربية إلى السجن العام الذي يعرف أيضا بسجن "بريمان"، وتمتد الجهة الشمالية منه نحو طريق المدينة المنورة فيما ترتبط خطوطه الجنوبية بطريق مكة المكرمة السريع. وقد ساهم الكوبري في أزمة مرورية يومية اختفت معالمها مع إغلاقه تمهيدا لهدمه.

الوقوف فوق الكوبري كان يعد مشكلة للبعض حيث تمثل اهتزازات بسيطة في جسم الكوبري رعبا لسالكيه لأول مرة، حيث يتسبب مرور صهاريج نقل مياه الصرف الصحي بكثافة أعلى الكوبري في تلك الاهتزازات، مما دعا البعض للتخوف من سقوطه. كما كان الزحام فوق الكوبري مؤرقا لعابريه قبل أن تتم توسعته من قبل أمانة جدة بشكل موقت قبل عدة سنوات نظرا لكثافة الحركة عليه، ولتوسع السكن باتجاه الشرق بعد أن أصبح هذا الكوبري في وسط جدة.