اليوم 31 أكتوبر - عيد ميلادي - تفصلنا عن تاريخ 21 ديسمبر خمسون يوما وليلة، وهو الموعد الثابت فلكياً كل عام لدخول فصل الشتاء..
لست فلكياً، لكن هناك مؤشرات بأن الشتاء سيكون قارساً هذه السنة.." هل قلتم: وما الجديد.. هو كذلك كل عام؟!"
اعتدنا حينما يشتد الشتاء ويعاني الناس سطوته وترتفع أصوات الفقراء والأيتام أن تستيقظ الجمعيات الخيرية ووزارة التربية..!
الجمعيات الخيرية تبدأ في عقد اجتماعاتها وتقوم بتشكيل لجنة، ثم تبدأ في البحث عن موردين ومتبرعين بالبطانيات والدفايات والملابس الصوفية والأغذية.. وحينما يجدون المتبرعين أو المتعهدين ويبدؤون في توزيع التبرعات يكون الشتاء قد حزم أمتعته وسلّمنا لـ" مارس آذار"!
وكذلك الأمر مع وزارة التربية التي تهب لتزويد المدارس بالدفايات وتصدر حزما من القرارات كإلغاء الطابور، وغير ذلك، بعد فوات الأوان! أحيانا نحن لا نجيد إدارة أزماتنا المتكررة كل عام.. البرد أزمة حقيقية وقاتلة في المناطق الشمالية.. يتحرك القطاع الخيري - وتتحرك معه وزارة التربية والتعليم - بالأسلوب ذاته الذي اعتدنا عليه منذ سنوات.. الحركة لدينا ردة فعل، وهذا ما يقلل قيمة العمل الخيري أو جهود وزارة التربية ويجعل الفائدة شبه معدومة..
هل الشتاء سيأتي فجأة ؟! - ها أنذا أخبركم قبل موعد الشتاء بخمسين يوما.. أليس من المفترض أن يتم مد يد العون للمحتاجين منذ الآن؟ أليس من المفترض أن تتفقد التربية مدارسها وتصدر قراراتها منذ الآن؟ - لماذا نترك الناس للبرد، حتى إذا ما استوطن عظامهم تحركت مشاعرنا وأحاسيسنا تجاههم؟!