من حق الإنسان أن يحلم، يتمدد في حلمه، تخيلا وتفسيرا، ومن حقه أن يتصل بمفسر أحلام كي يطير به عاليا أو يهبط به أسفل السافلين، ومن حقه كذلك أن يحلم بصمت، ويتألم بصمت، وينجز ما يطمح لإنجازه بصمت أيضا. إنه حق الحلم.

أن تحلم، أي أنك تعيش بشكل طبيعي، تبتسم وتتخيل وتتأمل. ذلك يعني أنك في أسوأ الأحوال قادر على الابتسامة.

من حقك أن تحلم بوظيفة تستحقها وتستحقك، أو بقطعة أرض تبني عليها مسكن الأحلام وأمان المستقبل، لكن كل ذلك قد يكون تحقيقه وتفسيره بيد غيرك، وهنا، إما أن تستسلم للإحباط أو أن تتجاوز كل ذلك بابتسامة تحقق بها أحلامك.

أكبر تحد حقيقي يمر به الإنسان هو استسلامه لقوافل المحبطين، والسير معهم في الطريق نفسها، فالإنجاز لا يأتي على طبق من ذهب، كما أنه لا يأتيك بإرشادات المحبطين.

السوداوية يراها الإنسان البسيط المستسلم لكل شيء نوعا من الحجج والأعذار حتى يستطيع عن طريقها الرضى بكل شيء، أو أي شيء. لكن في جانب مظلم هناك نور مضيء، ينتظر من الإنسان أن يتبعه حتى يصل به إلى نور أكثر إشعاعا في نفق مظلم.

في قوافل السواد، هناك مجموعات لا تعرف ماذا تريد، وتخاف من كل جديد، بل تحاول جاهدة الإبقاء على محيطها كما هو دون تغيير، حتى لو كان ذلك المحيط قاتلا لكل إنجاز.

تفاءلوا بالخير تجدوه، وحتما لن يجده الإنسان في محيط الشر، ولهذا ينبغي عليه البحث عن الخير أينما وجد، وكل عام وأنتم بخير.