قبل أربعين عاما احتاجت مدينة "لوس أنجليس" الأمريكية إلى تجديد قلبها السياحي، وتحديدا شاطئها الشهير: "سانتامونيكا"، فكان القرار إغلاق ثلاثة مربعات من "الشارع الثالث Third Street"، وقصرها على المشاة فقط، والعمل على تطوير وتجميل المنطقة بشكل فني معاصر ومبتكر، مما جذب أنواعا جديدة من المطاعم والمقاهي والمتاجر المتنوعة، كما أفسح المجال للهواة من الفنانين والموسيقيين لعزف إبداعاتهم على الهواء، والتفاعل الحي مع مرتادي الشارع، ما جذب – بالتالي - جمهورا سياحيا إضافيا، ووفر متنفسا جديدا لسكان المدينة، ورغم نجاح الشارع في تحوله إلى موقع جذب سياحي للمدينة، فلقد استمرت البلدية في تطويره، حيث أعيد تصميمه وبناؤه بشكل كامل مرتين متتاليتين عامي 1989، و2010!
هنا في العاصمة الرياض خطت أمانة المدينة بضع خطوات نحو تطوير شارع "التحلية"، ليصبح موقع جذب سياحي، من خلال توسيع منطقة المشاة، وتجميل الشارع بنزر قليل من المنحوتات والأشكال الجمالية، وترقيته إلى شارع إلكتروني "ذكي"، الأمر الذي ساعد على تحول الشارع إلى تجمع للمطاعم الراقية و"الأثنية"، بالإضافة إلى زحف متاجر العلامات التجارية الشهيرة، وعدد من "البوتيكات"، لكن رغم كل هذا لا تزال الحاجة ملحة لتطويره بشكل متواصل ومبتكر، ليكون موقعا ترفيها حقيقيا لسكان العاصمة، وإحدى أهم الأفكار ضرورة جعله متنفسا لعرض تشكيلة متنوعة من الفنون الفردية، وللعروض الفنية الجماعية في الهواء الطلق، كما أن إضافة جولات راجلة لرجال الأمن سوف ترفع من مستوى الأمان، وتزيد من ارتياد العائلات للشارع ومطاعمه ومتاجره، دون إغفال توفير مواقف عامة للسيارات، وربطه بشبكة قطارات الرياض المنتظرة.
الآمال كبيرة، ومستوى التوقعات دائما مرتفعة، ذلك لأن الرياض وأهلها وزائريها يستحقون المزيد.