يمكن القول إن "العنوان الأبرز" لصيف مهرجان جدة التسويقي للعام الحالي، هو مشهد "التنافس المحموم" بين مولاتها التجارية المنتشرة في جغرافية المدينة الواقعة على منتصف ساحل البحر الأحمر الشرقي. فارتكاز وتيرة التنافس بين تلك المولات أخذ تباينات مختلفة، مستفيدة من ساعة الصفر لمهرجان "جدة 33"، التي أطلقها رسمياً أمير منطقة مكة المكرمة الأمير خالد الفيصل الأربعاء الماضي. وتعد "المسارح" التي تعدها إدارات المولات التجارية أبرز "الألوان التنافسية" بينها لاستقطاب زوار مهرجان التسوق من السكان المحليين والمصطافين والمعتمرين. فالأسبوع الماضي، وقبل بدء المهرجان بشكل رسمي، كانت المولات تشهد "ورش عمل" للخروج "بأحلى حلة" ترويجية لجذب الجميع إليها، وبمجرد الدخول لموقع المهرجان الرسمي على الإنترنت http://www.jeddahcity.com.sa، يظهر حجم ذلك التنافس في الفعاليات الترفيهية، ليس فقط بين المولات التجارية، بل حتى على صعيد المنتجعات السياحية والقرى الترفيهية أيضاً. وكان الأطفال على رأس أولويات فعاليات المولات التجارية.

وفي أحد المولات الجديدة الذي لم يمض على افتتاحه عدة أشهر، تحدث مدير المول عبد الكريم الشهري لـ "الوطن" عن حيوية "التعاقدات" مع الفرق الفنية، التي تلعب دوراً مهماً بين تفاصيل مهرجان جدة، موضحا أن التعاقد معها يتم قبل شهر على الأقل، وترتيب برامج الفعاليات.

ويضيف الشهري أن تنوع برامج الفعاليات التي تأخذ في الغالب "الجانب الترفيهي"، كعنصر جاذب للجميع، يركز على الأطفال، مبرراً ذلك بأن ذهاب الأسر للمولات لم يعد فقط للتسويق، وإنما للترفيه أيضا، حيث أصبحت المولات تنافس مراكز الترفيه، نظير تنوع البرامج التي تقدمها. ومع اقتراب موعد المهرجان، حرصت إدارات المولات أيضاً على إنشاء مواقع إلكترونية لها باللغتين "العربية والإنجليزية". وتتقاطع بعض مواقع تلك المولات في إعطاء لوحة "بانورامية" واسعة عن برامجها وفعالياتها والفرق المتميزة التي تدير مسارحها، ونوعية الهدايا التشجعية المقدمة للمتسوقين، إضافة إلى خاصية "ألبومات الصور" التي يهتم بها كل موقع على حدة كإثبات للتميز.

وتتفنن المولات في أشكال مسارحها، منها ما لايزال على الشكل التقليدي من منصة خشبية مرتفعة تكون على أحد جوانبها الرئيسية، في حين أن هناك مولات أخرى أفردت مساحات واسعة وسط المول، وصممت خصيصاً أثناء العملية الهندسية في بنائها، فيما ارتأت أسواق أخرى أن يكون مسرحها متحركاً، منتهجة أسلوب عدد من القنوات الفضائية في برامجها لفعاليات الصيف.

ولم تعد مسارح "المولات" محصورة على المولات الكبيرة، وإنما امتدت إلى الأسواق الشعبية بمنطقة البلد التاريخية، ففي شارع غزة بـ "باب مكة" يستوقفك "إعلان طولي كبير" على جانب أحد الأسواق المحلية، عن تعاقد إدارتها مع إحدى الفرق الفنية التنشيطية.