"لا يمكن أن ينكر أي إنسان منصف، سواء كان مسلما أو غير مسلم، الجهود العظيمة التي تبذلها حكومة خادم الحرمين الشريفين بكل أجهزتها وقطاعاتها الحكومية والخاصة والأهلية والإعلامية والأكاديمية، لخدمة ضيوف الرحمن في كل موسم حج. هذه الخدمات والمشروعات والخطط تصطدم كل عام بما يعرف بالحجاج غير النظاميين، ممن يأتون لأداء فريضة الحج من دون أي ترتيبات إسكان ونقل وإعاشة، ويعتمدون في ذلك على ما يخلقونه من فوضى في المشاعر المقدسة من افتراش للطرق واعتداء على مخيمات الحجاج النظاميين واستخدام وسائل نقل بدائية، ومع ازديادهم خلال الأعوام الماضية وتطوير وسائل النقل من خلال إدخال القطار، أضافوا عبئا جديداً على أداء وسائل النقل، ومن ذلك إصرارهم على استخدام قطار المشاعر، معتمدين على نظام الهمجية والعنف والإساءة لنظام الحج، وهو ما انعكس بشكل سلبي على خدمة الحجاج النظاميين، خصوصا حجاج الداخل، مما كاد يؤدي إلى كارثة إنسانية لا تحمد عقباها تغتال كل الجهود وتعطي لكل شامت الفرصة لمزيد من الإساءة لجهود حكومة ورجال هذا الوطن الغالي".
النص السابق كتبه في الزميلة الاقتصادية وكيل إمارة منطقة مكة المكرمة الأخ الدكتور عبدالعزيز الخضيري ولن أبالغ إن قلت لكم إنه كتب بشكل مقارب جدا لما كنت أنوي كتابته عن نفس الموضوع ، وقد اعتدت ألا أكتب موضوعا كتبه غيري إلا إن كان التناول مختلفا أو في حال عدم اطلاعي على ما كتب، ولكنني هنا خالفت هذه القاعدة لأن كاتب الموضوع مسؤول في منصب مهم جدا وقريب من صاحب القرار، وبالتالي فإن ما كتبه يؤكد أهمية موضوع الحجاج المخالفين وخطورته بحكم أن الخضيري قريب من كل القضايا المتعلقة بالحج ومن المسؤولين المعنيين بالإشراف والمتابعة والمراقبة ذات الصلة بالحج ومتواجد في العديد من اللجان والاجتماعات المعنية بالحج والحجاج.
مقالة الدكتور الخضيري تقطر غضبا من هذه الظاهرة المزعجة والمقلقة والخطيرة، وكنت قد سمعت لأكثر من مرة الأمير خالد الفيصل وهو يتحدث عن نفس الظاهرة وكان واضحا من حديثه أنه منزعج جدا منها.
وأنا أقول نعم نجح الحج صحيا وأمنيا، لكن الحجاج أو عدد ليس بقليل منهم عانوا كثيرا في الطواف والسعي والتنقل بل بعضهم لم يتمكن من السجود في الصلوات لشدة الزحام، وفي ظني أن الكثيرين شاهدوا تلفزيونيا منظرالطواف على سطح الحرم فقد كان المشهد مخيفا من شدة الزحام.
وللحد من تجاوزات الحجاج المخالفين ينبغي أن يتحمل كل من بيده قرار الحد أو القضاء على هذه الظاهرة ولم يفعل ذلك، وحيث إن الغالبية الساحقة من المخالفين هم من المقيمين، عطفا على دراسات أجريت عليهم، وأن جزءا كبيرا منهم حج أكثر من عشر مرات بل بعضهم حج لثلاثين مرة وفقا لما ورد في مقالة الوكيل الخضيري، فإني أقترح أن يكون العقاب أو أحد العقوبات ترحيل المخالف فور ضبطه، وأعني أن يتم ترحيله حتى لو لم يدخل المشاعر بل فور ضبطه متلبسا بمحاولة الدخول إلى المشاعر ليرتدع الجميع.