ما زالت منطقة البلد المركزية في قلب جدة المعروفة بـ"المنطقة التاريخية"، تحمل رمزية "الحكايات والتاريخ القديم"في أذهان المصطافين والزوار القادمين للمدينة الساحلية "جدة" لقضاء إجازتهم السنوية المتلازمة مع مهرحان "جدة غير 33"، برغم كمية الفعاليات والمناسبات الكثيرة والمتنوعة المدرجة على خارطة المهرجان العام الجاري.

حكايات "المساجد الأثرية" في المنطقة التاريخية تأخذ الحيز الأكبر من أجندة القادمين لجدة، لعراقتها وتاريخها الزمني الطويل، فتساؤلات السياح من داخل وخارج المملكة تبحث عن مدلولات تاريخ تلك الجوامع التي عاصرت أطوارا تاريخية، يمتد بعضها لقرون من الأزمان، كمسجد الشافعي ذي القرون الثمانية (تحت الترميم)، الذي وقف بجانبه أحد الزوار القادمين من المنطقة الشرقية، بعد صلاة العشاء، وهو يتحدث إلى مجموعة من أصدقائه عن تاريخ هذا الجامع، ومراحل ترميمه، والعصور التي توالت عليه..عن طريق هاتفه النقال المرتبط بشبكة الإنترنت.

تحتضن المنطقة التاريخية 5 جوامع تحمل إرثاً تاريخياً طويلاً يتراوح ما بين 200 إلى 900 عام، وهي مساجد الشافعي والمعمار (يرممان على نفقة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز)، ومسجد عثمان بن عفان، ومسجد الخضر، ومسجد أبو عنبة، ضمن مساحة كيلو متر مربع، وفقاً لحديث رئيس بلدية المنطقة التاريخية بجدة المهندس سامي نوار إلى "الوطن".

أغلب الزائرين الذين يسمعون عن جوامع المنطقة التاريخية يحاولون الخروج بإجابات إن لم تكن شافيه بالنسبة، إلا أنهم يتجاوزن ذلك بالاعتماد على معلومات أهل المنطقة أو بالاستفادة من بعض المراجع التاريخية رغم عدم تناسق واختلاف المعلومات المنثورة في بطون تلك الكتب.

"الصور التذكارية" هي رمزية أخرى للزوار الذين يسألون عن تاريخ كل جامع حتى وإن لم يكن تاريخياً، لغياب الـلوحات الإرشادية التي تتحدث عن الجوامع التاريخية في المنطقة، كما فعل الموظف بأحد القطاعات التعليمية "عبد الله العصـيمي"، مـن عرعر مع اثنين من أبنـائه (سلمان وعـبد العزيز).. كانـت زيارته للاستفادة من مهرجان التسوق الجداوي وقضاء الإجازة إلا أن المنطقة التاريخية وتحديداً الجوامع الأثرية كانت ضمن أجندته الرئيسية.