.. وحول تكريم الرائدات، مما ذكر في المقال السابق ودورهن في البدايات نستكمل الحديث عن هذا الدور، وبهذه المناسبة نذكر جهود سميرة خاشقجي في الداخل بوصفها واحدة من أوائل من شارك في تأسيس جمعية النهضة النسائية بالرياض، وإنشاء نادي فتيات الجزيرة للبنات في الرياض، ربما في الستينات، وكان به نشاط ثقافي ودار عرض سينما للنساء.

ونتمنى تتبع تلك المرحلة وتأريخها كمرحلة تنوير لعبت المرأة بها دورا غير موجه بل كان بتلقائية. ونعود للأديبات أيضا، هناك الأستاذة نجاة خياط التي كتبت رواية (البراءة المفقودة ) عام 1962، وأيضا الأستاذة هند باغفار التي صدرت لها رواية عام 1962، ثم د. خيرية السقاف والتي ما تزال تعطي وغيرهن (عذرا عما فاتني من أسماء).

نحتاج للتصالح مع الماضي، وأن نعلم بأن البدايات كانت أقوى؛ لأن الزمن كان على المرأة هو الأقوى، والمرأة كانت ـ حينها ـ بلا تعليم رسمي، لذا تحتاج المرأة الرائدة إلى مؤتمر يرد اعتبارها فهي التي حاولت وكتبت وحلمت حلما عاشه الجيل الجديد.

إن تهميش الجيل السابق وارد، لكن لا يعني ذلك طمسه، فالمرأة التي غامرت في البدايات تحملت صدمة الرفض في وقت كان (صوت المرأة عورة)، ولم يكن هناك تعليم نظامي، وكان أن بدأت طموحها مع بداية حروفها الأولى، فنشطت تحت وطأة الجهل وكتبت الشعر والقصة والرواية وشاركت في الصحافة مواكبة ومتفوقه على غيرها، فهذه المثقفة والكاتبة وصلت إلى يوبيلها الذهبي أو حتى الماسي وما زالت في طي النسيان.

أفلا تستحق هذه الرائدة التكريم؟

ليكن التكريم بداية باسم قاعة في ناد أدبي أو دورة ثقافية أو شيء ما يذكر الجيل أنه تم بناء الأساس منذ زمن العيب، والعيب ـ حينها ـ كان مقصلة المرأة، ولكنها بدأت ولهذا نحن نفخر بهن ونشكرهن.