حدثت مأساة شاحنة الغاز، التي انفجرت خلال حادث أسفل كوبري الحرس الوطني شرق الرياض، ونتج عنها استشـهاد 22 شهيدا بإذن الله، ومئات الإصابات، وأدى الحادث إلى تشبع المكان بالغاز، مما نتج عنه تزايد للإصابات وخسائر فادحة، والمضحك المبـكي أنه ـ بعد كل هذا اسـتمرت القـناة السـعودية الأولى ـ في برامجها المعتادة وكأن شيئا لم يكن.
بعد الحادثة، لم تكن هناك تغطية على مستوى الحدث، وكأنه ليس في الرياض العاصمة أي شيء غير مشاهدة برنامج للخيول يذاع منذ ثلاثين عاما بنفس المستوى والطريقة. أما الحدث الجلل فقد كتب في شريط إخباري.
أما الإخبارية السعودية، فقد قام المذيع ببساطة بنقل عدد القتلى، وبهذا التعبير أي (قتلى) وما هذا التعبير؟! وإلى متى لا يوجد تدريب لكوادر المراسلين من معهد تلفزيوني ولدورات متعددة؟، كـما أن المراسل كان واقـفا بلباس غير رسمي، وكأنه ينقل الخـبر من خـارج البلاد.
ثم ما قصة الصهريج ونقل الغاز بالصهاريج؟ ألا توجد تمديدات غاز (أقصد بالأنابيب)؟، ومن المسؤول؟ هل وزارة النقل حددت مواعيد لمرور الشاحنات؟ وأيضا وزارة العمل هل حددت مواعيد العمل للسائقين؟ أم هي بمشيئة رب العمل.
لقد كان لطف الله أن المدارس في إجازة، وإلا كان عدد الضحايا أكبر. الأخطاء من كل هذه الأطراف سواء لا مبالاة القناة الأولى خاصة والتلفزيون السعودي عامة بالحادث الأليم، أو أخطاء وزارات النقل، والعمل، وحتى شركة الغاز.
الحادث ليس فقط انقلاب ووفيات؛ هناك أخطاء ولا مبالاة وضرورة تحـديد مواعيد العمل ومراعاة حقوق العمـالة، فلـعل الـسائق مرهق ومـحمل بأعباء ساعات من العـمل أكثر مما حدده نظام العمل والعـمال، والله سبـحانه وتـعالى يقول: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة).
رحمـة الله على الشهداء وألهم ذويهم الصبر والحمد لله على كل حال.