لمن يعرف أسلوب العمل الذي يدار به النادي الأهلي، لن يكون مفاجئاً له أن يكون فريق الأهلي طرفاً في نهائي دوري أبطال آسيا. بل إن الفوز بلقب "بطل آسيا"، لن يكون غريباً على هذا النادي النموذجي ـ فيما لو تحقق ـ، خصوصاً أن كرة القدم ليس فيها تلك العبارة التي نلوكها في كل يوم "مستحيل"!

ولعل من مزايا "أهلي 2011 / 2012" أنه ألغى من قاموسه كل المستحيلات، ووضع مكانها عبارة أصبحت هدفاً بالنسبة له وهي "ممكن"!

وهذه الـ "ممكن" هي التي أعادت الأهلي إلى ساحة المنافسة على بطولة الدوري، وهو الذي غاب عنها لأكثر من عقدين من الزمن، لينهي الدوري وصيفاً، وبطلاً لكأس الأبطال.

تلك هي قصة الأهلي الحديث، لكن قصته مع العمل والتخطيط بدأت منذ سنوات طويلة ولن تنتهي، كون الذين يسيّرون النادي يؤمنون بالعمل والتطوير.

لقد سبق النادي الأهلي الأندية الأخرى في خلق الأفكار وتنفيذها، فأصبح أول ناد ينشئ أكاديمية لكرة القدم، وأول ناد ينشئ مركزاً مستقلاً للفئات السنية الثلاث " الناشئين والشباب والأولمبي".

لم يضع رجل الأهلي الأول، الأمير خالد بن عبد الله الوقت عائقاً أمام تنفيذ ما يراه، ففي فلسفته أن الأفكار قد يطول وقت تنفيذها، لكنها حتماً ستصبح غداً قصة نجاح!

ربما ينظر البعض للنادي الأهلي في الوقت الحالي على أنه "بين الأربعة"، غير أن ما يحمله المستقبل القريب يؤكد أن الأهلي في طريقه ليكون "أول الأربعة".

أما محبو النادي الأهلي وعشاقه، فيرون أن فريقهم سيكون بعد أيام "أول آسيا"، وهم ينطلقون في ذلك من ثقتهم في اللاعبين الحاليين وفي مدربهم وإدارتهم.

ما أكثر ما يميز النادي الأهلي عن غيره ـ وأرجو ألا يغضب هؤلاء الغير ـ، فقد غادر الفريق إلى كوريا دون ضجيج، ووصل إلى هناك بعد رحلة استغرقت أكثر من أربع عشرة ساعة، وأيضاً دون ضجيج، وتدرب دون أن يحدث الضجيج!

كل ذلك، وهو ـ أي الأهلي ـ، هو من يصنع الضجيج في هذه الفترة، فهو سفير الوطن الذي حمل لواء الدفاع عن كرة القدم السعودية، وهو القادر إن شاء الله على إعادة "نفوذنا" قارياً.

كأني بالأهلي وهو يتعامل مع هذا الحدث الكبير بهذه الطريقة الهادئة، أنه قرر أن يفصل بين حديث الملعب وحديث الجمهور، وكأنه أراد تطبيق ذلك الشعار الذي رفعته جماهيره قبل مباراتي نصف النهائي أمام المنافس التقليدي الاتحاد "مباراة عليكم ومباراة علينا"!

أي فكر هذا الذي بات الجمهور يقدمه، مع أنني أعرف أن الجمهور هو مزيج من حملة الشهادات العليا، فمنهم المفكرون والأطباء والدكاترة والمهندسون والطلاب، ولا غرابة أن تخرج من خلالهم هذه الأفكار الخلاقة.

إنها ميزة أخرى للنادي الأهلي، فقد التقت أفكار المسيرين مع أفكار الجمهور، فكان هذا الحضور الجميل لفرق النادي المختلفة، ففريق أول يلعب على نهائي آسيا، وفريق ناشئ يفوز ببطولة المملكة، والشباب والأولمبي في طريقهما لبطولة.

وليس هناك ما هو أصدق من أن أذكر جمهور النادي بما قاله رئيس هيئة أعضاء الشرف، الأمير خالد بن عبد الله في لقائه مع قناة أبو ظبي في مايو 2010 " أنا متفائل بمستقبل فريق كرة القدم الأول"، وبعد عامين فقط حضر الأهلي كما خطط له خالد.

والآن: "اشهدي يا آسيا"!