الحمندي وابن منيع.. آخر المحلقين إلى السماء من أبناء هذا الوطن العزيز، أريقت دماؤهما دون أمنه، كحال مئات قبلهم صدقوا ما عاهدوا الله عليه..

ويحفل تاريخ الوطن بأسماء مئات الشهداء من أبناء وزارتي الدفاع والداخلية، قدموا حياتهم فداء للوطن، مدفوعين بعقيدة عظيمة وولاء صادق.

وامتدت قصص بطولاتهم على مدى تاريخ هذا الوطن، بدءا من مراحل التأسيس، مروراً بحروب العزة والكرامة التي خاضها جند الوطن في المملكة وخارجها، ووصولاً للمواجهات الأمنية التي وقفت دون أمن الوطن وأهله، أمام قضايا الإرهاب والمخدرات وغيرها.

وكان للفقيد العظيم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز مواقف خالدة تجاه ذوي الشهداء، ترجمت فيما بعد بإنشاء قسم خاص لرعاية أسر شهداء وزارة الداخلية، يشمل تكريم الشهيد بالترقية والأوسمة وتسديد الديون، وكذلك ذووه بالمساعدات المادية والمعنوية والخدمات الطبية وغيرها.

ولأن الشهادة في سبيل الوطن أسمى مراحل الولاء؛ تتسابق كل دول العالم على صياغة الأنظمة والقوانين التي تضمن منح الشهيد الاستحقاق الذي يوازي عطاءه، وتخصيص هيئات خاصة تعنى بمتابعة شؤون ذويه ورعايتهم، وتقديم الخدمات التي تضمن لهم حياة كريمة.

تكريم الشهداء وذويهم واجب وطني، ومسؤولية أخلاقية، تعني كل مواطن ومسؤول، ويجب أن يكون ذلك وفق أنظمة واضحة تشمل الجانب المعنوي إضافة للجانب المادي، وتدار من خلال هيئة رسمية تختص بشهداء الوطن جميعاً.

حري أن يشعر أبناء وذوو الشهداء بأنهم أبناء الوطن، وأن الشرف الذي منحه لهم فقيدهم يتجاوز مواجع اليتم والترمل، وأن وسام الكرامة باق على صدورهم يزهو بقيمة التضحية في كل مكان وزمان.

تقبل الله شهيدا الوطن الحمندي وابن منيع، وألهم ذويهما الصبر والسلوان، وأعاننا على أن نترجم بوطنية ما اختزلته مفردات محمود درويش حين قال "سنسمي الشوارع بأسماء من لم يسيروا عليها طويلاً".